الجمعة، أبريل 26، 2013

(( .. جريمةُ قتل صديق الطّفولة البائس .. ))

بسم الله الرحمن الرحيم

من زمان ما كتب قصص بوليسيه وذلك بسبب المزاج خخخ

ما عليه .. ما بطوّل عليكم !! 

اترككم مع القصه الجديده !





اتصل سعود الذي يتصف بالمزاج المتعكر بصديقه فهد ليخبره بأنه سيأتيه ليأخذه ثم يذهبا إلى مشعل وأحمد وبعدها إلى أحد المطاعم المختصه بطبخ الأرز بجميع انواعه، وقبل أن يذهب وضع يديه في جيبه ليبحث عن حمالة المفاتيح لكنه لم يجدها ! فدخل إلى صالة المنزل فوجد ابنه الصغير يلعب بها وكان قد قطع  احدى عيني الأرنب - دمية مع حمالة المفاتيح - ! فهو من شدة حبّه للأرانب اشترى حمالة مفاتيح مزودة بمجسم على شكل ارنب.

شعر باليأس حينما قطع ابنه - بدون قصد - عين الارنب وغضب على ابنه وضربه، ومن حسن حظ سعود ان عينا الارنب صغيرة جدًّا ولا يمكن لأي شخص ان يلاحظها إلّا اذا دقق كثيرًا.

أخذ الحمّالة وانطلق بسيارته إلى اصدقائه، فلما وصل عند منزل فهد بدأ يضغط على منبه السياره - الهرْن - حتى ازعج الجيران فخرج فهد وقال : 

" يمعود شفيك ! تراك ازعجت الجيران !!! انطرني دقيقه واجيك "

صرخ سعود :

" اقوم انثبر وبسرعه خلص .. يلا هم شكله مشعل واحمد بيأخروني مثلك "

رد فهد باستياء :

 " زين يبه .. دقيقه "

ثم دخل منزله وخرج بعد دقيقه فانطلقا إلى مشعل ولما وصلا وجداه مع ابناء جيرانه واقفًا يتحدث إليهم وكان قد لبس أجمل ملابسه لكن سعود بدأ يزعجه بكلماته وتعليقاته حتى شعر مشعل بالخجل والضيق ! ثم استئذن ابناء جاره وصعد السياره وكتّف يديه ولم ينطق بكلمة.

كان سعود ينظر إليه من المنظرة الاماميه ويزعجه بتعليقاته السخيفه :

 " ها كاشخ يا مشعل ! مصدق عمرك إنّك حلو ؟ حرام فيك تلبس هالملابس الماركه .. ما تناسب وجهك صراحة "

ثم نظر سعود لفهد وقال :

 " ولا شرايك يا فهد ؟! "

تنهد فهد ثم قال :

 " يبه خل الرجال بحاله ! انت دوم جذي من عرفناك .. بس تتمسخر وتعلق تعليقات سخيفه !!! نبي يوم نطلع طلعه حلوه من غير تعليقاتك البايخه اللي ترفع الضغط "

نظر سعود إلى فهد نظرة ازدراء ثم قال :

 " هدّي هدّي يا بابا .ز لا ينط لك عرج !!! اقول خلك ساكت لا ابلّش فيك واحرق كرتك "

ثم ضحك سعود بصوتٍ عالٍ اما فهد فاكتفى بالنظر إلى مشعل ويومأ بحركات يحاول من خلالها ان يهدئ جو التوتر ! وبعد ذلك وصلوا إلى بيت أحمد، نزل سعود ثم قال بخبث :

 " عند أحمد خوش خدامه .. بنزل ادق الباب عشان اكحل عيني "

قال فهد : 

" استغفر الله ! الله يهديك ويصلحك .. روح عسى يطلعلك سايقهم الجيكر"

طرق الباب وهو يبتسم ويضبط نفسه وينظم ملابسه ! وكانت النتيجة أنْ خرج أحمد بنفسه فشعر سعود باستياء ثم قال :

" هو لازم انت بنفسك تفتح الباب ؟ وجهك يجيب المرض يعع !! "

فهم احمد مقصده لكنه ابتسم مجاملة له ثم قال :

 " إيه ياخي شسوي ! المهم انطرني بالسياره بس البس نعالي واجيك "

بعد ثوانٍ خرج احمد وصعد معهم السياره ولما ركب وتقدموا قليلًا، فتح سعود صوت المسجّل لأعلى حد حتى ازعج الماره فطلب احمد منه ان يخفض من صوته بإيماءات - حركات تعبيريه - لكن سعود رد عليه بإيماءه غاضبة معبرا عن رفض طلبه.

وصلوا المطعم فاستئذن مشعل ليذهب إلى البقالة المجاورة له، ودخل الباقي ليحجزوا جلسة أرضية ويطلبوا ما يريدون، وبعد دقائق جاء مشعل ومعه كيسًا فيه ( أربع تفّاحات ) وكانوا من عادتهم يتناولونها بعد الطّعام بوقت طويل كي لا تضرّ ! لكن سعود لا يكُفّ عنْ العادات المضرّه بل كان عنيدًا ضد أيّ نصيحة فكان يتناول التفّاح أثناء تناول طعام الغداء.

جلسوا وبداوا يتحدثون وكعادة سعود وسخريته والفاظه القبيحة التي تزعج كل من يستمع إليه لكنّهم لم يعيروا له أيّ اهتمام سوى أحمد الذي يجادله كثيرًا على تصرفاته اللا مسئوله.

لاحظ فهد حمّالة المفاتيح التي ألقاها سعود امامه فأمسكها وضحك وقال :

" ياخي أنت ادمان أرانب ! حتى حمالة المفاتيح فيها ارنب "

ضحك سعود وقال : 

" ياخوي الارانب عشق مجنون .. اصلا لو بيدي جان تزوجت ارنب "

دقق فهد النظر على وجه الأرنب ثم قال : 

" يا ولد .. أرنبك أعور شفيه ! ؟ "

ضحك سعود وقال :

" ولدي الله يسامحه شلع عين الارنب بالغلط ! بس ما عليه بشتري وحده جديده الليله "

شعر سعود بانّ جوعه يزداد ولم يحتمل فقام وذهب إلى المحاسب وقال غاضبًا :

" شهالخدمة الفاشلة ! ياخي متى تخلصون الغدا ؟؟ ترى انا ميت جوع !!! "

رد المحاسب :

" معليش .. حيخلص دلوأتي ! ده عندي اكتر من طلب ! بُص حضرتك على الطلبيات .............. "

قاطعه سعود قائلًا :

" والله مشكلتك ! ما يهمني جم طلب فوق راسك !!! انا ابي طلبي يخلص الحين لاني جوعان ! "

جاء الموظف المسئول وابتسم ابتسامة متكلفه وقال :

" معليش يا سعود .. انت زبون عندنا ونعرفك عدل .. ما عليه بإذن الله خلال دقايق طلبك خالص ماشي "

" ماشي .. انطر ! "

بعدما ذهب سعود همس المسئول في أذن المحاسب :

" ما عليه .. سعود دوم جذي مزاجه متعكر .. ان قالك مره ثانيه خلص بسرعه وهالحجي .. جامله بجم كلمه وخله يسكت ويهدي ! لانك لو راددته بيرادد ويغثك ويبط جبدك بكلامه "

قال المحاسب بغضب مكبوت :

" واللهِ ده حرام يعيش ! معلش انا حسكت دي المرّه عشان خاطرك ! بس مره تانيه مش حسكت ! "

" ما عليك منه طنشششششششششششششششششششش "

ذهب المسئول ثم جاء موظف آخر وتمتم قائلًا للمحاسب :

" ده فعلًا يستحق الموت .. دي مش اول مره يعمل كده ! إنسان وسخ ما يحترمش حد .. بعرفه كويس "

" ربنا يهديه "

بعد لحظات من الانتظار جاء الطلب فوضع الموظف السفره وفوقها طبق الأرز المكبوس ووضع مرقة البطاط بجانبه لكن من سوء الحظ وبالخطأ أسقط مشعل المرقة على الأرض واتسخ أرنب حمالة المفاتيح فأخرج فهد من جيبه منديلًا فمسحها به وغضب سعود وقال :

" يا أعمى ! ما تشوف ؟! تراك مو جاهل عشان تطيح المرق "

حاول فهد تهدئة الوضع قائلًا :

" خلاص يا سعود حصل خير ! وهذا ارنوبك نظّفناه ! عاد لا تكبّرها وهي صغيره "

" هي كبيره أصلًا ! "

" خلاص زين .. حصل خير "

بعد ذلك أدار مشعل طبق الأرز قليلًا فاستغرب فهد وقال :

" ليش درت الصينية ؟ "

" عشان ابي صدر الدجاجه يكون جدامي فآكلها براحتي بدون ازعاج أحد "

قال تلك الكلمات وهو ينظر إلى سعود ! لكنّ سعود ابتسم بخبث وهزّ يده بلا مبالاة ! 

أثناء ذلك طلب أحمد من سعود المفتاح ليجلب شيئًا قد نسيه في السيارة فأعطاه، وذهب احمد وبعد دقائق رجع وقذفه إلى سعود الذي امسك الحمّاله بيده اليمنى وبداوا بتناول الطعام.

لاحظ فهد أنّ أحمد يتناول طعامه بملقعة فقال :

" غريبه حمّود تاكل بقفشه ! وين اللي يقول ان اللي ياكل بيده الله يبارك له ؟! "

ابتسم احمد وقال :

" لا والله ماكو بس مالي خلق اغسل بعد الغدا وهم تدري ان هالأكل دسم ودهونه كثير ! وصابون هالمطعم بو طقه لأن رغوته خايسه فما حبيت اغث نفسي ! لذلك طلبت هالقفشه عشان آكل فيها وأريّح راسي "

" امم ما عليه ... عليك بالعافيه حماده "

 وكان سعود يأكل بنهم وكانّه جاء من مجاعة ! ياكل كثيرًا وبسرعة وبعدها يأخذ قضمة كبيرة من تفاحته، وفجأه ترك الطعام ووضع يديه حول عنقه ويصرخ ويتألّم بشدّة فسقط صريعًا على الفور ! 

قفز الجميع إليه يحاولون مساعدته، لكنّ فهد الذي كان يتحسس نبضه ونفسه قال :

" مافي فايده ... توفى الله يغفرله !! للأسف ان ريحة اللوز فايحه من حلجه، وهذا دليل على ان بلع سم السيانيد "

ابتسم مشعل وقال :

" صحيح انه المفروض احزن لاني اعرفه من طفولتي بس والله بصراحه يستحق هالشي ! ما عليه عسى الله يعفو عنه، وبنفس الوقت أحمده لأنّه ازاح عنْ قلوبنا غم كبير "

قال أحمد بحزن :

" ما عليه مشيعل .. ادعي له بالمغفرله والرحمه .. مهما كان يبقى رفيج الطفولة "

قال المحاسب : 

" سبحان الله ... دي دعوة ربنا استجابها دلوأتِ "

اطرق فهد رأسه بأسى وغمغم قائلًا :

" الله يغفرلك يا سعود ! صاروا النّاس مستانسين بوفاتك ! ياليتك كنت إنسان خيّر جان بجوا عشانك "

اتصل الموظف المسئول بالشّرطة فجاءت وحقّقت وقامت الدلة الجنائية بتحليلة الجثة التي تبين ان سبب وفاته هو ( سم سيانيد البوتاسيم ) الشديد المفعول الذي كان موجودًا في يد الضحيه والتفّاحة فقط !!! وتم توجيه اصابع الاتهام - بعد إفادة أقوال أصدقاء سعود - إلى مشعل الذي قام بشراء التفّاح !

أنكر مشعل تلك التّهم قائلًا :

" وانا شدرّاني أيْ تفّاحه بياخذها !!! "

نظر رجال الشرطة إلى بعضهم وقال الضّابط :

" صحيح .. فالظّاهر إنّ القاتل حط هالسم في إيده أو التّفّاحة بدون لا احد منكم يحسّ فيه !! امم سؤال : في احد منكم لاعب خفّه ؟ "

أجاب الجميع :

" لا "

بعد لحظات جاء المحقق شاكر المعروف بحنكته ودهائه ودقّة تفكيره فقام بالتحرّي وطرح الاسئله واستجواب المشتبه بهم وهم اصدقاء سعود وموظفي المطعم ومعرفة ما حصل من أحداث مشاكل معهم قبل وفاته.

في ذلك الوقت كانت حمّالة المفاتيح أسفل سفرة الطعام فحملها المحقق شاكر وتمعّن النظر فيها وطرح سؤالًا على فهد :

" هذي لمنو ؟ "

قال فهد :

" هذي حمّالة مفاتيح سعود "

نظر إليها المحقق من جديد وقال :

" اممم شكله كان يعشق الأرانب ! "

" إي وبجنون "

لاحظ فهد شيئًا غريبًا على الأرنب ! فاستئذن المحقق لينظر إليها - وما زال المحقق ممسكًا بها - ودقق النظر أكثر ثم قال متعجبًا :

" أوف !!! قبل لا يتوفى سعود الله يرحمه أنا مسكتها وشفت عين الارنب مقطوعه اما هذي مو مقطوعه !!!!! "

ابتسم المحقق وقال :

" أهااا !! امممم إن ما خاب ظنّي !!!!!!!!! ما عليه ... خلاص عرفت القاتل وكلّ شي وضح جدامي !!! "


من هو القاتل ؟ وما هو الدّليل ؟ وكيف وصل السّم إلى يد الضحيه ؟؟