الجمعة، فبراير 11، 2011

بسم الله الرحمن الرحيم


يظن البعض أن الحزن مصدر للتشاؤم الذي يفضي إلى مرحلة القنوط من رحمة الله عزّ وجلّ، وأنا صراحة شخصياً كنت أفكّر هذا اتفكير حتى أنني حينما كنت ارى حزيناً اسارع بنصحه خوفاً من ان يقع رهينة لقيود الأسى والقنوط !!

مع الايام تبين ي ان الحزن انواع وليس نوع واحد كما يظن البعض !! فلو كان الحزن حقاً يعتبر قنوط لما سمّي العام الذي مات فيه ابو طالب وأمّنا رضي الله عنها بـ <عام الحزن> !! إذاً فالحزن انواع ودركات.

كذلك لا انكر ان الحزن يؤدي إلى القنوط والعياذ بالله !! لان الحزن ان تمكن من قلب الانسان الضعيف الايمان خفيف العقل ثقيل النفس فإنه سيجعله قانطاً من رحمة الله تعالى بسبب جهله بحكمة الحكيم سبحانه، اما صاحب الايمان والعقل الكبير وخفيف النفس فإن الحزن يكون على قلبه مثل رياح دافئة هبت بعد موجة برد قارص !! وكذلك فهو قد ألجم نفسه بلجام الصبر الذي حتى وان حزن صاحبها فإنه لا يحزن أبداً لأنه يعلم أن ما حصل له فهو من حكمة الرّب الحكيم سبحانه.

كلامي هذا ليس تشجيعاً لخلق كيان ومجال للحزن في النفوس !! وإنما تبيان لحقيقة الحزن، ومن الجميل أن يسأل العبد ربه ان يصرف عنه الحزن لانه ربما لا يتحمله !! وأفضل من ذلك كله وأجمل ان يسأله ان السعادة في طاعته.



أرق تحيـــة