الاثنين، يناير 07، 2013

(( .. عيش دور المتحرّي .. ))

بسم الله الرّحمن الرحيم

(( .. دخان الفحم .. )) 





كان مقروط مع اصدقائه جالسون في مخيّمهم الشتوي بمنطقة ( كبد ) وهم كالتالي :

فايز : قبيح الوجه وباللغه العامّيّه ( جيكر ) - موظف في ( أمن ) المطار الدّولي.

احمد : يرتدي دائمًا قبعة بيضاء ليغطي الصلع في رأسه وهو خجول كثيرًا - عاطل عن العمل.

نايف : شعره اسود كثيف وطويل القامة - طالب في الجامعة.

خالد : قصير القامة، عبوس الوجه وضحكه قليل  - عاطل عن العمل.

سعد : اسمر البشرة ومعتدل القامة - موظف في خدمة العملاء - شركة زين للاتصالات.

أمّا ( ناصر ) فهو صاحب مزح ثقيل جدًّا، وفي تلك الليلة كان يسخر من ( فايز ) والجميع يضحك لكن فايز غضب وخرج من الخيمة فتبعه ليهدأه لكن ناصر لم يكف عن السخرية فقال :

" يمعود خله يولي هالحساس ! شدعوه ليش يزعل عشان غشمره !!  تعال مقروط اقعد وخله يذلف لبيتهم يبجي وإذا ما يتحمّل الغشمره لا يجينا مره ثانيه، مو ناقصين ناعمين عندنا بعد "

ثم انفجر ضاحكًا وضحك الجميع ما عدا ( نايف ) الذي انتقده على زيادة الثقل في دمه لكن ناصر لم يبالِ  به أيضًا فاستئذنهم - نايف -  ثم  خرج ( أحمد ) بعده لأنّه أحسّ بتأنيب الضمير واعتذر من فايز قبل أن ينطلق بسيارته للبيت، ثم خرج مقروط أيضًا بعد ساعة ليرجع إلى منزله لأن الوقت قد تأخر.

في الليل وصلت سيارة سوداء للمخيّم يقودها شخص مجهول وكان هناك ( ناصر - سعد - خالد ) نائمون فقام ذلك الشّخص باشعال الفحم ثم دخل إلى الخيمة ووضعها بينهم ثم خرج منها وأغلق بابها وانطلق إلى المغسلة ليغسل يده ثم ذهب إلى سيارته وانطلق بها بسرعة خارج المخيّم.

انبعث الدخان داخل الخيمة حتّى اختنق الجميع وماتوا.

وفي صباح اليوم التالي ذهب مقروط وفايز ونايف وأحمد إلى المخيّم فتفاجئوا أن باب الخيمة ما زال مغلقًا ! فقال فايز:

" شكلهم سهرانين وناموا قبل شوي، لا تحاتون ! "

لم يطمئنّوا بكلماته فنزل نايف من السيارة وانطلق بسرعة قبلهم نحو الباب ليفتحه فلما فتحه خرج الدخان من الخيمة وشعر بضيق في الصدر وبدأ يكح فلحقه مقروط وأحمد فسحباه كي لا يموت من الاختناق بينما فايز ذهب يتفقد طيوره ويطمئنّ عليها كعادته كل صباح.

حينما أدخل مقروط رأسه من باب الخيمة ليتفقد اصدقاءه - بعدما خفّ الدّخان -   لاحظ أنّهم بلا حراك وقد فارقوا الحياة بسبب دخان الفحم، فانهار نايف وصرخ من شدة الأسى فجاء فايز على إثر ذلك الصوت مسرعًا متسائلًا :

" عسى ما شر شفيكم ؟ "

لم يجيبوه واكتفوا بالإشارة نحو الخيمة ليرى بعينه ما حصل ! فنظر إلى بقايا الدخان المنبعث من الخيمة فصعق وتقدم بخطوات بطيئة نحو الباب ثم أدخل رأسه فوجد ناصر ومن معه قد ماتوا فخرج مرتبكًا مضطربًا لا يعلم ماذا يفعل ! فنظر أحمد إليه نظرة شك وقال :

" بالله عليك أنت اللي سويت جذي ؟ "

صاح فايز :

" أقسم بالله ما سويت هالشي ! مو مشكلة صج تضايقت امس من كلام ناصر بس مو لدرجة اني افكر اقتله ! ومو شرط تكون جريمة !!! يمكن امس زادوا من جرعة الضحك وتعبوا وناموا ونسوا لا يطلعون دوّة الفحم "

أثناء ذلك اتصل مقروط على أبيه ليأتي ومعه الأدلة الجنائية، ثم قام بعمله حالما يأتون ! 

بدأ يتفحّص المخيّم وشك أنّها جريمة قتل فاصدقاؤه لا يتركون الفحم أبدًا داخل الخيمة قبل أن يناموا، فهم منتظمون جدًّا ! فشكّ في فايز كثيرًا لأنّه الوحيد الذي يمتلك دافعًا للقتل.

وبينما كان يتمشى لاحظ عند المغسلة خاتمًا فضّيًّا فحمله بقطعة منديل فرجع إلى فايز ودقق النظر في اصابعه فلاحظ أنّ خاتمه ليس موجودًا فسأله :

" فايز وين خاتمك ؟ "

قال بابتسامة مضطربة :

" تصدق نسيته ! لما قعدت الصبح من النوم رحت اغسل وحطيته على المغسله ولما خلصت نسيته هناك لاني استعجلت عشانكم لما كنتوا ناطريني برّى .. ليش عسى ما شر ؟ " 

ابتسم مقروط في شك وقال :

" لا ماكو حبيبي بس اسأل، وقولي وين كنت امس بالليل ؟ "

" رحت الجمعية الكبيرة مع رفيجي ثم رحنا مطعم برقان تعشينا ورجعنا "

ثم نظر إلى احمد :

" امس بالليل انت ما كنت موجود بالبيت صح ؟ "

" إي لانّي رحت مخيم اخوي الكبير نبهان بس بعيد عن مخيمنا ! ليش هالسؤال ؟ يعني تشك فيني يا مقروط ؟ "

" لا .. بس مجرد اسئله ! "

ثم نظر إلى نايف وقال :

" أمّا أنت يا نايف بعيد عن الشبهة لأن امس شفت سيارتك كانت صافطه جدام بيتكم وغرفتك كانت ظلمة واعتقد كنت نايم !! "

وبعد ذلك نظر إليه أحمد وقال بنبرة شك :

" مقروط ليش تستبعد نفسك من دائرة الاتهام ؟ يعني عشان ابوك نقيب بالشرطة مثلا ؟ قول لنا وين كنت امس بالليل ؟ "

ابتسم مقروط بثقه ثم قال :

" كنت قاعد بحديقة بيتنا ثم طلعت اتمشى شوي ومريت بيتكم وما حصلتك ثم مريت صوب بيت نايف ثم رجعت البيت "

قال أحمد :

" عيل أنت برى دائرة الاتهام ! "

ثم نظر مقروط نحو اصبعيْ احمد ونايف فوجد في كل منهما خاتمًا ! لكن ما اثار انتباهه هو ان نايف قد غيّر شكل خاتمه لكنّ مقروط لم يهتم بذلك، وبينما هم كذلك إذ جاء رجل من الخيمة المجاورة قال لهم :

" السلام عليكم ، مقروط ودي افيدك بشي دام انك تحب التحرّيات وابوك نقيب، فيمكن هالشي يساعدك في معرفة القاتل "

" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا هلا عبدالعزيز .. إي والله ياليت تفضل ! "

" امس بالليل كنت سهران وقاعد جدام خيمتي، وشفت سيارة دخلت صوب مخيمكم  ويمكن بعد ساعه تقريبًا طلعت "

" أي ساعة بالضبط ؟؟؟؟؟ وشنو السياره ؟؟؟ ممكن تشرحلي بالتفصيل شنو شفت ؟؟؟ "

" ابشر...شفت سيارة شفر صابونة لونها اسود والجامات - النوافذ - مظلله بنسبة لا بأس بها يعني اقدر اشوف ملامح اللي كان يسوق، واعتقد - إن ما خاب ظنّي - كان يلبس كاب - قبعه - لونه اسود حجمه كبير ! السموحه هذا اللي اقدر افيدك فيه لان امس بالليل كان الجو اظلم فما قدرت اجيب لك كل شي بالتمام  خصوصًا إنّ السّيارة مو قريبة حيل منّي ونظري يمشي حاله بالليل !! "

همس مقروط بينه وبين نفسه :

" امممم دام السّيّارة ما كانت قريبة من عبدالعزيز وبوقت كان الجو مظلم والجامات مظللة ونظره مو ذاك الزود بالليل وطاقيّة سوده !! فهذا يعني ...... !!! سبحان الله صحيح انه حاول يعقدنا ويخلينا نعتقد انها مو جريمة بس دائمًا يخيب ظن المجرمين في انهم يقدرون يخدعون الجميع ! فالحقيقة وضحت وضوح الشمس "

فكّر مقروط أكثر وأكثر وتعمّق في تفكيره حتّى يجمع أدلّه مقنعة أكثر ثم اطلق بصره نحو الثلاثه من جديد ودقّقّ النّظر في وجوههم  ثم ابتسم وأدرك القاتل أكثر بعدما نظر من جديد إلى اصابعه ليتأكد من هويّته، وحينما حضرت الشرطة والأدلّة الجنائية انطلق إلى النّقيب مشعل واخبره بالقاتل والأدلّة.



أتمنى ما تكتفون باسم ( القاتل ) لان الاجابه بتكون ناقصه وغير مفيده ...

ابي اسم القاتل مع الاستنتاج بالأدلّة .... شدّوا حيلكم يا متحرّين ;) .. 



^.^

هناك 6 تعليقات:

  1. ( فايز ) هو القاتل ..
    اولاً عنده الدافع ,
    ثانياً الخاتم اللي تركه ع المغسله !
    ايضاً كان يحاول يضللهم ويقول :
    " يمكن امس زادوا من جرعة الضحك وتعبوا وناموا ونسوا لا يطلعون دوّة الفحم ! "

    وكمان الكاب كان لونه اسود .. مش ابيض ,
    عشان كذا يترجح فايز اكثر من احمد .

    * شهد عبدالرحمن .

    ردحذف
    الردود
    1. للاسف ان الاستنتاج مو بمحله :\

      دققي اكثر اختي شهد ...
      وإن شاءالله توصلين ^.^

      اشكرج على مرورج ومشاركتج

      حذف
  2. اعتقد انه نايف ...الخاتم /غرفته وسيارته مو دليل على انه كان بالبيت ومواصفاته مثل مواصفات الشخص اللي شافه بالسيارة ؟

    ردحذف
    الردود
    1. من اي ناحية مواصفاته ؟
      وشنو سالفة الخاتم والسيارة السوده ؟
      وكذلك هو نزل لربعه قبل الكل لانه كان خايف عليهم !

      ممكن تعطيني تفسيرات ؟

      ملاحظه : بكلامي هذا مو عن اني اضللج وإنما أبي تفسير يفيد القارئ .. وممكن تكونين على صواب وممكن العكس ..

      شكرا اختي هاجر :)

      حذف
  3. فيه واحد مخربط لي مخي اللي هو نايف :
    كلهم عندهم شهود بمكانهم إلا نايف , يمديه يأخذ أي سيارة ثانية ويطفي نور غرفته , وممكن بسبب الظلماء و شعره " الأسود " الكثيف إعتقد عبد العزيز أنها قبعه سوداء ؟ لأن المنظر ما كان واضح .
    ولأنه غيّر خاتمه بعد ما لاحظ أنه نساه الليلة الماضية ؟

    عندي أدلة عن الباقين " أحمد و فايز " , لكن نكتفي بنايف ونشوف الاجابة , اذا صارت خطأ أعطيتك الاثنين .
    ---
    Salma55

    ردحذف
    الردود
    1. ماشاءالله عليج يا اختي سلمى ...
      هالقضيّة محد قدر يحلّها من اول رد إلّا انتي
      وبطريقة اذهلتني جدا تدل على دقة ملاحظتج وعمق نظرتج
      وخيالج الواسع ...

      أهنيج على ذكائج ودقة الملاحظة ...
      الشخص الوحيد اللي فكّ طلاسم جميع الجرايم اللي كتبتها هو انتي ..

      اتوقعج مدمنة قصص وروايات بوليسية ...
      او انج تحبين الالغاز او ان تخصصج علمي :)


      لان هالقصه بالذات حاولت احط فيها تعقيدات قدر استطاعتي
      لكن ذكائج توصل للقاتل بعد توفيق الله لج ..

      اشكرج ... وانتظري الجريمة القادمة

      حذف

( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )