(( .. عيش دور المتحرّي .. ))

بسم الله الرحمن الرحيم

(( .. الشتلة والقطعة المعدنيّة .. ))

في احدى الشقق سُمع صوت إطلاق رصاص فلما همّ من في تلك العمارة ليستطلعوا الأمر وجدوا باب الشقة التي صدر منها الصوت مغلقة فكسروا الباب مضطرين فلما دخلوا ووصلوا عند الشرفة وجدوا رجلًا ممسكًا مسدّسًا والدم ينزف من رأسه فقال بعضهم للبعض :

" يالله !!! انتحار !! عسى الله يكفينا سوء الخواتيم .. ويغفرله ويتجاوز عنه "

اتصلوا بالشرطة فجاءت ومعها الأدلّة الجنائيّة لرفع البصمات ووصل الخبر للنقيب مشعل لكن ابنه مقروط لم يتركه يذهب وحده فطلب الذهاب معه ليساعده في كشف القاتل فوافق.

وصلوا إلى الشقة بعد ربع ساعة وهناك بدأ مقروط بالتحرّي فلاحظ أن اصبع السبابة ليس على الزّناد وأن آثار الطلقه ليست واضحة في رأسه حول الجرح العميق الذي خلفته الرصاصه ! فقال في نفسه :

" والله مو حالة انتحار .. هذي واضحه إنّها جريمة قتل لان اثار الطلقه مو واضحه عالراس والسبابه مو على الزناد !! بس شلون دخل عليه ؟ هذا اللي لازم اعرفه ! "

ذهب مقروط ليسأل الذين دخلوا الشقة وسألهم عما إذا كان الباب مكسورًا منذ البداية أم أنّه كان مقفلًا ام ماذا !!! فأجابوه بأنّ الباب كان مقفلًا فاضطروا لكسره ولما دخلوا وجدوا رأسه ينزف الدماء.

ثم رجع إلى الشرفة ولاحظ من الجانب الأيمن آثار غريبه تدل على أنّ هناك وسيلة تمت من خلالها الدخول إلى هنا ! فذهب إلى الشقة المجاورة - اليمين - واستئذن من صاحبها بالدخول لكنه رفض وحتى لا يخرج مقروط بلا شيء سأله :

" عفوا اخوي انت عايش بروحك هني ؟ "

" لا .. معاي رفيجي ... ليش آمر في شي ؟ "

فلاحظ مقروط في زاوية الشقة سلّمًا فقال له :

" ممكن تعطيني السلّم لأني بحاجة له "

نظر الرجل إلى اسلّم ثم قال :

" بصراحه حنا محتاجينه وإن خلصنا منه ابشر بنعطيك ياه "

" مو مشكلة انطر ... خلاص اجيك بعد شوي "

" ماشي "

ثم رجع مقروط إلى شقة القتيل وهناك كان الأدلّة الجنائية قد رفعوا البصمات والنقيب مشعل يواصل التحقيق مع من شاهدوا الجثة بعد إطلاق الرّصاص اما مقروط فله شأن آخر حيث انطلق إلى الشرفة من جديد علّه يجد شيئًا بجانب ذلك الاثر الغريب على جانب الشرفة الايمن.

هناك وبعد تدقيق لاحظ سقوط قطعة معدنية ( مائة فلس ) داخل الشّتله - مكان يوضع فيه الزرع - فاستغرب وجودها ! فهي بعيدة عن المقتول واعتقد مقروط أنّها سقطت من شخص ما، فذهب إلى الأدلّة الجنائية وطلب رفع البصمات وبعد رفعها قالوا بأنّها لفلان فابتسم مقروط وأيقن بأنّه أدرك القاتل بدليلٍ قاطع ساطع.

رجع مقروط إلى الشقة التي بجانب شقة القتيل وبعدما طرق الباب وخرج له الذي خرج قبل قليل طلب مقروط منه أن يأذنوا له بالدخول ليتحدث عن أمرٍ مهم فطلب الآخر منه الانتظار ودخل وقال لصديقه :

" اكو واحد فضوليّ حيل جاي قبل شوي يبي منّا السلّم والحين يبي يدخل ما ادري ليش صراحة ! شقوله ؟ "

" خل يدخل وخلنا نشوف شعنده !  "

ذهب إلى مقروط وأذن له بالدخول وجلسوا يتعارفون على بعضهم فبدأ مقروط :

" إسمي مقروط مشعل ... جيت هني زيارة عند جاركم بس للاسف لقيناه منتحر "

ثم اطرق رأسه بأسى فقال احدهما :

" إنّا لله وإنّا إليه راجعون ! عظم الله اجركم عاد كان خوش واحد "

قال الآخر :

" إي والله عسى الله يغفرله، هو في ايامه الاخيره كان يعاني من ازمة نفسيه وكان يقول انه يبي ينتحر وكنت انصحه بس ما فاد وياه وسوى اللي براسه "

قال مقروط :

" يالله قدر الله وما شاء فعل، عفوا ما عرفتوني على أنفسكم !! "

قال الاول :

" رائد علي "

وقال الاخر :

" بندر نواف "

ثم نظر مقروط للأسف وتظاهر بانحناء ظهره ليتلقظ قطعة معدنية ( 100 فلس ) ثم قال :

" عفوا ممكن اخذ هالميّة فلس ! "

نظر رائد وبندر إلى بعضمها وقال رائد :

" افا عليك شدعوه !!! على ميّة فلس ! تستاهلها مو محتاجينها "

ثم لاحظ مقروط بندر يبحث في جيبه عن شيء ما وشك مقروط وقال له :

" شكلك تتأكد هالميّة فلس حقتك طاحت منك ولا لا !! "

ابتسم بندر ثم قال :

" إي والله شكلها طاحت مني تو لما كنت منسدح بهالمكان "

بعد دقائق قام مقروط من المجلس ثم نظر إلى السلّم وقال مبتسمًا :

" ها اخذ السلّم ولا لحد الحين تبونه ؟ "

قال رائد وهو ينظر لبندر :

" بصراحه بندر هو اللي قالي قبل شوي لا تعطيه لاي أحد لانه يبي يستخدمه .. والحين كا هو جدامك كلمه "

نظر مقروط إلى بندر وقال :

" ها بندر اقدر اخذه ؟ "

ابتسم بندر وقال :

" ما عليه تعال بعد عشر دقايق وابشر لاننا استخدمناه تونا وتوصخ ! فلازم انظفه واعطيك ياه ... فشله اعطيك ياه وصخ "

" افا عليك لا عادي ! بس مو مشكلة خذ راحتك "

 فاستئذنهم مقروط وخرج إلى أبيه وهمس في اذنه :

" يبه ترى عرفت القاتل والدليل عندي "




من هو القاتل ؟ وكيف وصل إلى شقة القتيل ؟ وما هي الأدلّة التي تثبت القاتل ؟



اعتقد واضح القاتل ... يالله شدوا حيلكم بالاستنتاج ;)