الخميس، يوليو 10، 2014

(( .. رواية: قبضة الهَلاكْ .. ))





الفصل الثاني عشر


اختطاف ابنة الوزيرة





        ذهب الشاب، الذي كان يراقب الزهريات إلى سيارته. ثم انطلق إلى مكتب اللواء. وهناك جرى هذا الحوار. قال شهيد:

- أهلا أهلا بالمخبر، شصار معاك؟
- أبشرك .. الأمور بخير. وصلت صديقتهم المغربية، وأعتقد هي المقصوده.
-
ممتاز.عيل حاول تراقبهم أكثر .. وشوف تحركاتهم.
- لا تحاتي هالشي .. أجهزة التنصت اللي حطيناها في شقة الزهريات .. أثمرت بنتيجة مرضية لنا. وإن شاءالله بنعرف كل صغيرة وكبيرة.
-
ما عليه .. سو اللي يريحك، بس اهم شي يرحم لي والديك .. لا تغيب هاجر عن عينك! لأنها حيل راح تنفعنا في مهماتنا كونها عندها خبره طويله.
-
ابشر ابشر يا بعدي .. من هالعين قبل هالعين.

***

        في الصباح التالي .. كانت إيمان، ابنة الوزيرة، جالسة على الشّاطئ، في الشّاليه، مع ابنة عمها شهد، يتبادلان الحديث عن المدرسة، وعن أحلامهما  المستقبلية.

        وعند الظهيرة .. اقترحت شهد على إيمان الذهاب إلى السوق المركزي القريب مع السائق لشراء الحلويات والعصائر، فوافقت فورًا. انطلقوا إلى السوق، وكانت تتبعهم سيارة نوع (بيجو 2013 سوداء، وعلى جانبيها خطان أبيضان). 

      أوقف السائق سيارته في مواقف السيارات أمام السّوق مباشرةً، ونزلت الفتاتان، ودخلتا  لشراء ما اتفقتا عليه. أما تلك البيجو، فقد ركنت صاحبتها سيارتها بعيدًا قليلًا، ثم نزلت تمشي على عجل نحو السائق، فنقرت على النافذة، فأنزل نافذته، وقال مستغربًا:
-
ماما أشواق .. متى يجي هني؟
- توني ييت عشان اخذ بنتي، خلاص انت خذ شهد .. وارجع للشاليه، وانا باخذ إيمان.

     هز السائق رأسه قائلًا:
-
زين ماما.

      بعد لحظات خرجت إيمان، فلما رأت تلك المرأة ابتسمت بملئ فمها، وقالت لها:
-
هلا يمه .. شيايبج؟ مو على اساس ان عندج اجتماع اليوم في مجلس الوزراء؟
- اي يا قلبي .. خلصنا الاجتماع، والحين يالله خل نرجع للبيت.

     تغيرت ملامح إيمان إلى الأسى:
-
يمه والله ما استانست وايد .. الله يخليج بس اليوم.

     تدخلت شهد قائلة:
-
اي خاله الله يخليج .. خليها عندنا اليوم .. وآنا بردها للبيت مع سايقنا.

     ردت الأمُّ معترضة:
-
لا يا شهّوده .. عندنا شغل اليوم، وإن شاءالله باجر أخليها ترجع مع السايق للشاليه.
-
أكيد خاله؟ يعني انطرها؟
- اكيدين يا قلبي. يالله إيمان .. خل نمشي.

      ودعت إيمان ابنة عمها بعينين حزينتين. وحين وصلتا عند السياره، قالت إيمان وهي تتفحص البيجو باستغراب:
-
يمه .. متى اشتريتي هالسياره؟ 

         أجابتها وهي تفتح باب سيارتها:
-
قبل شوي اشتريتها من رفيجتي .. عجبتج؟

عبرت عن اعجابها بحماس:
-
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااايد.

       وفي طريق العودة، كانت إيمان تتأمل المناطق، والمنازل، والأماكن. فلاحظت أنّ هذا الطريق جديدًا عليها! وأنّه ليس المؤدي إلى منزلها! فسألتها:
-
يمه ... بيتنا من ذاك الصوب .. ليش طالعه من هني؟
- تذكرت توني اني لازم امر وزير التربية .. عشان أعطيه ورقة. ماراح نطول.

***
       في ذات اللحظة .. جلست شهد على الشّاطئ وحدها، وهي تحدث نفسها:
-
اف والله ملل! ليش خالتي اخذت إيمان الحين؟ الله يسامحها .. كاني الحين متضايقه بروحي! يرضيج يا خاله؟

     وبينما هي في خضم حديثها النفسي، إذ سمعت صوتًا خلفها ينادي:
-
شهوده.

التفتت شهد، فنظرت إلى صاحب ذلك الصوت، فوجدته خالتها أشواق! فتبسمت شهد بفرح، وقامت من مكانها تجري ناحية خالتها، وقالت:
-
ياااي وناسة .. رجعتو؟ وين إيمان؟

      ردت أشواق بذهول وقلق:
-
وين إيمان؟؟؟؟؟؟؟ شقصدج بهالسؤال؟ 

     احتارت شهد، وردت:
-
انتي مو توج ييتي عند الجمعية واخذتيها؟

- بسم الله! لا مو انا !

    دهشت شهد، وقالت :
-
اقسم بالله يا خاله انج انتي اللي ييتي، واخذتي بنتج، وحتى قلتيلي انج باجر بتخلينها ترجع مع السايق !

       قالت أشواق بنبرة مضطربة:
-
امبيييييييييه بنيتي!!! انزين قوليلي .. شلون شكل الحرمة اللي اخذتها؟
-
تشبهج حيل. خاله لحظة، انتي متاكده انج مو انتي؟

       صاحت في وجهها:
-
قاعده اقولج مو انا .. شفيج؟ 

سكتت شهد، ثم تساءلت بنبرة حائرة:
-
عيل منو اللي اخذها؟
-مادري!!! يالله شاللي قاعد يصير!؟

     ثم أردفت بسؤال:
-
ما شفتي سيارتها؟

     هزّت شهد رأسها نافية.

         شعرت أشواق بانّ الدنيا قد ضاقت بها، ولا تدري ماذا تفعل! فمصير ابنتها الوحيدة مجهول!

بعد وقت قصير، عاد أبا شهد وزوجته إلى الشاليه، فوجدا الوزيرة جالسة تبكي على الشّاطئ. فتبادلا النظر بدهشة، ثم مضيا إليها، وسألها أبو شهد:
-
عسى ماشر يا أشواق؟

      ردت بعينين دامعتين:
-
آه يا قلبي! والله مادري شقولك! بنتي اخطفوها يا بو شهد.

     رد الزوجان بذهول:
-
اخطفوها؟؟؟؟؟؟

     سألتها أم شهد: 
- منو خطفها؟
- مادري .. مادري!!! آه يا بنتي.

     حاولت أم شهد تهدئتها قائلة:
-
استهدي بالله يا أم إيمان ... قومي اطلبي ربج، وإن شاءالله تفرج.


      ثم قالت لزوجها:
-
بالله اتصل على وزير الداخلية، وبلغه باللي حصل.
-
حاضر.

اتصل أكثر من مره لكن للاسف لا مجيب! فقالت أشواق مستذكرة:
-
تذكرت ان الوزير عنده اجتماع مع كبار قياداته. نطروا شوي .. واتصلوا عليه بعد صلاة الظهر.


***
     

        حينئذٍ، وصلت صاحبة سيارة البيجو إلى عمارة في منطقة الجابرية، فاستغربت إيمان! وقالت:
-
يمه ... انتي مو قلتي انج بتروحين شرق؟ عيل ليش .....

       قاطعت تلك المرأة كلامها .. بوضع فوهة سلاحها الكاتم للصوت على جبهتها، وهي تقول بصوت خفيض:
-
ولا كلمة! تحركي وجنّه الوضع طبيعي .. لا تخلين أحد يشك فينا! ولا ترى بتروحين من جيس اهلج! يالله نزلي.

      ارتبكت الفتاة، ونزلت من السيارة. فقالت لها تلك المرأة:
-
شوفي انا بحط السلاح بجيبي .. بس ان حاولتي تنحاشين .. وربي لأفجّر براسج! لا تقولين عمرج عشر سنين! ترى ما يهمني.

     بلعت إيمان ريقها بخوف، ومشت بجانب المرأة ببطئ، وشفتاها تصطكان خوفًا، وجسدها يرتجف، وعلامات الدّهشة، والاستفهام تزدحم فوق رأسها.

فقالت لها المرأة:
-
شفيج خايفه؟ ترى ماراح اقتلج. بس بعلم امج شلون تصير عنيده معاي !

    نظرت إليها الفتاة، وسألتها باستغراب:
-
انتي مو أمي؟

     ابتسمت ابتسامة ساخره، وأجابت:
-
 امشي وانتي ساكتة، واخذي نفس عميق ... ما ابي أحد يشوفج خايفة، ولا تكثرين أسئلة! 
-
إن شاءالله طال ....... عمرج !

        حاولت إيمان إخفاء خوفها وفضولها قدر ما تستطيع. فصعدا عبر المصعد إلى الدور الخامس، وفي غرفة رقم 53 كانت تنتظرها مجموعة من الفتيات! فدخلت عليهم، وكان في استقبالها فتاة ترتدي الأسود، فقالت مرحبة:
-
أهلًا بالزعيمة، يالله حيها .. سويتي اللي براسج يالأركة العنيدة.

       نزعت الزعيمة قناعها التنكّري، فظهرت بوجهها الحقيقي. فدهشت إيمان بشدة، وقالت:
-
امبييييييه هذي انتي؟؟؟؟؟؟؟

     ردت الزعيمة بهدوء:
-
إي هذي أنا. 
-
بس ليش جذي؟ مو انتي وامي رفيجات؟ وقبل يوم او يومين كنتي عندنا!! ليش تسوين جذي؟
- هالأمور بيني وبين امج. والصغار المفروض ما يتدخلون فيها!

       أعطت الزعيمة إشارة للقطة السودا، ففهمتها، فأمسكت الفتاة، فحاولت إيمان مقاومتها. ثم أعطتها نوف إشارة أخرى. فوضعت القطة وشاحًا يحوي مادة مخدرة، فأغمي على الفتاة! وعلقت قائلة:
-
عنيدة وراسها يابس مثل امها. 

     حملتها بلّو إلى إحدى الغرف، وكلّفت الأفعى العناية بها. ثم قامت الزعيمة بالاتصال على الوزيرة.

      نظرت أشواق غلى شاشة هاتفها .. فقالت بانزعاج:
-
شتبي هذي متصله بهالوقت!!!! بس خل اشوف .. يمكن هي راس البلا! والله ماكو شي مستبعد منها. 

   ردت عليها:
-
شعندج؟

    ردت نوف بتهكم:
-
شعندج ها؟ لو تدرين شنو عندي .. جان رديتي بنفسية حلوه. المهم ترى بنتج عندي.

    تمالكت أشواق غضبها، وسألتها:
-  ليش تسوين جذي؟ شاللي بيني وبينج عشان تخطفين بنتي؟ يعني عشان موضوعج اللي رفضته؟

      أجابتها بحزم:
-
اي ! أكو غيره يعني؟ شوفي يا أشواق .. انا ماراح اطولها معاج! بس بقولج كلمتين وبسد التلفون اوك! اولا .. ما ابيج تتصلين بوزارة الدّاخلية، لان اي اتصال فيهم بيكون مقابله روح بنتج! وثانيا .. من الحين لين يوم الاثنين .. اللي هو يوم الاجتماع الكبير مع رؤساء وزراء دول مجلس التعاون والعرب ... إذا ما وافقتي على موضوعي ...............

سكتت ولم تكمل.


    قالت لها أشواق بفضول وتوتّر:
-
كملي! شعندج سكتي؟

    أكملت نوف، بعد ضحكة ساخره:
-
ماراح تشوفين بنتج! وتأكدي انج بتلحقينها للسّماء. لان ما ودي تعيشين حياتج بألم من دونها. فرحمةٍ بحالج .. بخليج تلحقينها.

     قبضت أشواق يدها، ولم ترد!

     اختتمت الزعيمة اتصالها بقهقهة عالية، قائلة:
-
حرقت قلبج مو؟ يااي تصدقين ان صوت زفراتج يخليني احس بالمتعه؟ عمومًا ... موعدنا يوم الاثنين في الأرض، وبعد ذاك اليوم إما تستمرين على الأرض .. أو تروحين للسماء !

    وأغلقت الهاتف بوجه الوزيرة.


     خرجت دمعة من عين الوزيرة أشواق، حين أغلقت نوف الهاتف. فقالت شهد بنبرة بريئة:
-
خالتي .. شفيج تبجين؟

     أجهشت الوزيرة بالبكاء، ولم تجبها! فقام أبا شهد، واخذ ابنته، وترك زوجته مع أشواق لتقوم بواجبها تجاهها.

***

         بعد المغرب ... تحوّلت تشي ووفدها الفضائي إلى  نساء جميلات، أما تشيكيل فقد تحوّل إلى طبيب. ووقفوا حول تلك الفتاة الغائبة عن الوعي! وبعد برهة، استفاقت، فوجدت نساء حسناوات عند رأسها، وطبيب يحمل بيده الأوراق. فسألتهم:
-
انتو منو؟ وانا وين؟

    ردت تشي:
-
ياللهول، انتي في فندق على البحر!

    سألت الفتاة مستغربة:
-
فندق على البحر؟ شيابني؟ 

     أجابتها تشيريف:
-
ياللهول .. انا يبتج.

      تساءلت باستغراب:
-
شلون؟؟؟؟؟؟ انا اللي اذكره اني كنت ........

     سكتت قليلًا، ثم تذكّرت أحداث ذلك اليوم، وأكملت بدهشة:
-
لحظة! انا مو كنت في لعبة المسلة ......

    قاطعتها تشيريف:
-
اي كنتي هناك ... بس اللي حصل اني كنت ...

تنحنحنت تشي، فأدركت تشيريف الموقف، وأردفت:
-
اقصد انج طحتي من فوق المسلّة .. قبل لا تنفجر القنبلة بلحظات .. فكنت انا تحت اللعبة واقفه. المهم عاد طحتي  علي .. وتعورت حيل صراحه ... بس ما عليه قمت بنفس الوقت .. وشلتج بيديني .. واخذتج بسيارتي، ويبتج هني عشان يعالجج هالدكتور المتخصص.

     وأشارت تشيريف نحو تشيكيل. فقالت له جوري:
-
مشكور وايد يا دكتور  .. بس رفيجاتي وين؟

       سألتها تشيريف بسرعة:
-
اكو منهم وحده سمينة؟؟؟؟؟؟
- سمينة؟ لا .. ليش؟

     علّقت تشيريف بخيبة امل:
-
يالله! شكلي مالي حظ !

     قالت تشي:
-
بصراحه تشيريف شافتج بروحج .. اما رفيجاتج فما ندري عنهم .

قال تشيكيل، وهي يعطي جوري دواءها:
-
اكلي هالدوا .. وبعده بتنامين لانه راح يخدرج .. عشان إن شاءالله ترجع صحتج افضل.
-
اشكرك ما تقصر .. أحرجتوني بذوقكم صراحة.

    أخذت جرعتها من الدواء، ثم قالت في نفسها:
-
بصراحة .. سالفة اللي أنقذتني مو داشه براسي! أكيد في سر من ورا انقاذي! ياليتني اعرفه.

     بعد ثوانٍ .. بدأ الدواء مفعوله، ونامت جوري.



***



        ذهب مشعل بعد صلاة العصر إلى عبدالرحمن، في شقته بمنطقة الرقعي. وكان عبدالرحمن جالسًا على الشرفة، يتحدث بالهاتف. وعندما رأى مشعل يقف بسيارته أمام العمارة .. دهش، وتساءل في نفسه:

- هذا شعنده! مو من عوايده يجيني للشقة!



        صعد مشعل إلى الطابق الثاني حيث شقة صديقه، فطرق بابها، فقال عبدالرحمن للشخص الذي يحادثه على الهاتف:

- اسمعني، أكلمك بعدين .. ماراح اطول، في امان الله.



أغلق الهاتف، وفتح الباب، وقال بابتسامة صفراء:

- هلا مشيعل .. توه ما نور المكان.

- اهلا يالحبيب .. منور بوجودك ... فاضي؟


    رد عبدالرحمن مستغربًا:

- ليش؟

- ودي اكلمك بموضوع !

- قوله هني !


رد مشعل رافضًا بهدوء:

- لا ... لازم نقعد مع بعض ... لان يمكن الموضوع يطول!


     رد عبدالرحمن بعد صمت قصير:

- اوك بس ترى انا مفلّس .. من الحين اقولك!


      ضحك مشعل، قائلًا:

- لا يمعود، مابي منك شي .. بس خل اخلص موضوعي.

- اوك تفضل حياك.


    جلسا على الأريكة. وبدأ عبدالرحمن الحديث:

- يالله قول .. شعندك!


    جال مشعل ببصره حوله قليلًا، ثم أجابه:

- بصراحة عبدالرحمن .. مادري شقولك بس!!!

- ياخي دش بالموضوع.

- بصراحة انا حيل تضايقت منك من سالفة الخدامة أماجي .. وكنت أتوعد اني بنتقم منّك .. بس عقبها فكرت انك صديق عزيز علي، فودي تعذرني.


حملق عبدالرحمن النظر في وجهه، ثم قال:

- بالله عليك .. بس هذي سالفتك؟



       شعر مشعل بالخجل، ثم ضحك محاولًا إخفاء خجله، وقال:

- ياخي مو بس جذي .. انا ابي خدامه جديده تكون احسن من ذيج اللي شايفه نفسها.


     تنهد  عبدالرحمن، وقال:

- اوك اوك، ابشر .. خلال هالايام .. راح اضبطك بخوش وحده.


    ثم عم الصمت أرجاء المكان. ثم قال مشعل:

- عبدالرحمن بالله .. تقدر تروح البقاله اللي تحت عمارتكم؟


     نظر إليه عبدالرحمن بازدراء، وردّ:

- مو توك تقول انك ما تبي شي!!! وبعدين، ليش ما تروح انت؟

- شدعوه خو قلبي .. انا ضيف عندك وتقول جذي؟ شتبي الناس يقولون عنك لو دروا انك تعامل ضيوفك بهالطريقه؟


     تمالك عبدالرحمن غضبه، ثم قال:

- زين زين .. عطني الفلوس! قول شنو تبي؟


    أخرج مشعل من جيبه ربع دينار، وقال له وهو يضعه في يد صديقه:

- اشترلي باونتي .. وحب شمسي.


   ابتسم عبدالرحمن ابتسامة خفيفة، وقال:

- وانا عبالي بتعطيني نص دينار ويكون بينا! أثاريه ربع وكله لك بعد!!! بو طبيع ما ييوز عن طبعه.

- راح أعطيك الحبّة الثانية من الكاكاو.


       نزل عبدالرحمن، وبعد بضع دقائق رجع إلى ضيفه، فأعطاه الباونتي وحب الشمسي، فأخذ مشعل حبّة من الباونتي، وأعطى الأخرى لصاحبه، وتقاسما بينهما الحب الشمسي، ثم انشغل كل منهما بهاتفه. 



    أحس عبدالرحمن بالملل، وأنّ وجود مشعل أصبح مضيعة لوقته، وأشغله عن ذلك الشخص، الذي ينتظر اتصاله! فقطع الصمت قائلًا:

- مشعل ترى الحين يأذن المغرب؟


    رد مشعل وعيناه على شاشة الهاتف:

- مو مشكلة .. نصلّي هني جماعة.


    قبض عبدالرحمن يده بغيظ، وقال متمالكًا نفسه:

- ياخي إلّا اقولك اني مو فاضي!! وانك قاعد تعطل شغلي؟


     توقفت يدا مشعل عن ضغط أزرار كيبورد هاتفه، ثم قال:

- السموحه بعد قلبي ... يالله أكرمك الله، واشوفك على خير.


      غادر مشعل الشقه. وبعدما اغلق عبدالرحمن الباب .. زفر وقال:

- شهالوجيه اللي مغسوله بمرق!! إنسان مثله بحياتي ما شفت! عله عالقلب.


     ثم مضى إلى  هاتف الشقة، واتصل بصديقه، وقال له:

- السموحه بس مثل ما تدري .. مشعل الغثيث جاني .. وتوه ذلف. والله علّه على قلبي.


      رد عليه صديقه:

- ما عليه .. المهم ترى اختراعك قريب أخلصه، بس بالله مثل ما اتفقنا عليه!! ما ابي أحد يدري اني انا اللي صنعته لك.

- ابشر يا نيبو ... بيكون هذا سر بيني وبينك.


      انتبه عبدالرحمن حينها لصوت غريب في موجات الهاتف، فقال مستدركًا:

- لحظة نبرااااس.


      انطلق مسرعًا إلى موصّل الهاتف، فخلعه، ووجد به أداة تنصّت.


     أمسك الأداة بيده، وتمتم بانفعال شديد:

- الغبي مشعل!!! معقوله هو اللي سواها فيني؟


      ثم قام مسرعًا نحو الشرفة، فوجده قد مشى بسيارته للتو، فعلق بذهول:

- اووف!! لا يكون سمع اللي بينا؟


     ثم رفع سماعة الهاتف، وقال:

- نبراس .. مصيبة!

- عسى ماشر .. شصاير؟

- مشعل هذا إنسان غريب!!! مادري شقول ..؟! والله انه شتت انتباهي! لقيت أداة تنصّت داخل وصلة التلفون.


    صُعق نبراس، ثم قال بنبرة قلق:

- انزين عبدالرحمن! يمكن مو مشعل اللي حطها!!

- بس قبل لا يجي هالمخلوق .. ما كنت اسمع الصوت الغريب!!! ولما جا ......


     حينها تذكر أمرًا، وتمتم:

- اووووه! لما قالي روح اشتر من البقاله! الحقير .. أثاريه عشان يستغل وقته ويحط جهاز التنصت بالوصلة!!

ثم قال لنبراس:
- شوف! ان جاك مشعل .. لا تخليه يدخل للمعمل حقك! إيّاني وإيّاك يدخل .. فاهم؟

- اوك بس اخاف يستغلني بعد .. ويدخل ويشوفه!!! شسوي؟


     رد عليه عبدالرحمن بنبرة تهديد:

- نيبو .. قسما بالله لو شافه ... صدقني، بيكون اخر يوم بحياتك!


     كان تهديده صدمة لنيبو، فسأله:

- تهدد يا عبدالرحمن؟

- افهم كلامي باللي تفهمه ...! انت عبالك اختراعي هذا بيمشونه الشرطه لو دروا فيه؟ والله بيقلعوني ورى الشمس.

- حصل خير .. بس ترى اكره لغة التهديد! لا تحاتي، وإن شاءالله خير.


      بعدها استئذنه، وأغلق الهاتف، فعلق عبدالرحمن بوجه شاحب:

- ياخوفي مشعل يكون مخبر او مباحث!! هالشي ما استبعده. الله يستر.













هناك 4 تعليقات:

  1. صج الروايه غريبه ومع اني اقراها مافهمت قصتها

    ردحذف
  2. ايه نسيت اقولج انها حلوة بعد
    انا اللي قلت :صج الروايه غريبه ومع اني اقراها مافهمت قصتها

    ردحذف
    الردود
    1. هههه إن شاءالله مع الوقت راح تفهمها ^_^
      شكرًا على هذا الحضور :)

      أخوك

      حذف
  3. ياللهول ف٤

    ردحذف

( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )