الخميس، يوليو 17، 2014

(( .. رواية: قبضة الهَلاك .. ))





الفصل التّاسع عشر


مهمّة واعره





      في طريق العودة، كان اللغز يشغل بال مشعل، وهو يردده ويفكر به إلى أن وصل المنزل. ولما دخل، صاح ينادي على أخته حور، فتذكر بأنّها في المستشفى، وأنّه وعدها بزيارته، فقال في نفسه:
-
آآآخ والله نسيت لا أرجع لها!! ما عليه إن شاءالله باجر بزورها من الصبح .. وأسكّتها بكاكاو بونجوم، والحين لازم أحل اللغز، لأنّه أهم من هالملسونة.

    استلقى على فراشه، وواصل تفكيره!! فاستعصى عليه الامر، فتذكر خالته سلمى، التي تعشق الألغاز، فاتصل بها لتشاركه في حلّه، فلما ردت عليه، قال لها:
-
خاله بعد السلام والسؤال عن الحال ...

    قاطعته موبخة:
-
وانت ليش ما قلت لنا ان اختك حور بالمستشفى، ها؟ ما تستحي على وجهك! يعني لازم ندري منها؟

    سكت مشعل قليلًا، ثم أجابها:
-
والله يا خاله اني مضغوط من اليوم ... قسما بالله حتى نسيت لا أرجع لها.

زفرت سلمى، وقالت له:
-
ضغطوك عشر جنانوه زين! قول شعندك !
-
آخ! عشر جنانوه! الله يستر. المهم، خاله، دامج تحبين الألغاز .. ودي تشاركيني بحل لغز !
-
شنو اهو؟
-
الحوت لشنو يرمز؟

فكرت، وقالت:
-
بما أنّه ضخم ... فأكيد انه يرمز لشي كبير، أو شي ضخم، أو أنه مجموعة متراصّه بينهم. يعني مثل جذي تقريبًا. 

    حينها، أحسّ مشعل بأنّه توصّل إلى فك تلك الشيفرة، فضحك منتشيًا، وأنهى المكالمة:
.يالله سلام-

قالت سلمى بذهول وغيظ:
-
وهذا شنو؟ ما يعرف يقول مشكوره؟ قليل أدب .. أراويك مشيعلوه.

***

     اتصل مشعل بشهيد، بعدما أغلق الهاتف في وجه خالته، فرد عليه اللواء سريعًا:
- أهلين بو الشّعل ... بشّر شصار معاك؟
- الحمدلله فكيت الشيفره.
-كفو يا بطل. اسمع، كنت بتصل فيك بس زين اتصلت فيني. بقولك شي صدمني حيل حيل حيل. 
- شنو هو؟
- جوري .... طلعت حيّة، ورجعت لبيت أهلها! توه اتصل فيني النقيب عادل، وبلّغني بهالخبر .. راحت هي وأبوها للمخفر عشان يبلغونهم بهالشي.

    رد مشعل مندهشًا:
- اوف! الله ما استبعدت انها حيّة صراحه، لأن المسلة انفجرت .. وجثتها ما لقيناها! ولا حتّى أي شي منها.
- اللي محيرني، شلون ظلّت حيه!!! حتى لما سألها النقيب .. قالت له بأنها ما تدري شلون تم انقاذها! بس اكتفت ان في فضائيين أنقذوها.
- اووه، تقصد اللي جو الاسبوع اللي فات ... تشي وربعها؟!؟
- اي! ياخي اسم (تشي) يذكرني بعطسة عمتي ميمو.

    ضحك مشعل، ورد:
- أقول، لا تسمعك عمتك .. ترى بتخليك بيزه ما تسوى.
- المهم ما علينا من هالنّسرة، الحين روح راقب الزهريات ... لازم ضروري تطلع المغربيه من تحت الأرض!!!
- أبشر بعزك ... اعتمد علي.

      بعدما انتهت المكالمة، انطلق مشعل إلى شقة الزهريات. وهناك، من حسن حظّه .. لاحظ سيارة من نوع (بي ام دبليو) سوداء، تركنها صاحبتها في مواقف العماره. وعندما نزلت صاحبة السيارة، ونزلت فتاة أخرى من الجانب الآخر، دقق مشعل النظر ناحيتهما، فلمح وجهًا رآه من قبل! فلما عرفه، قال:
- الله اكبر! من حظي ... هاجر المغربيه، وبنت خالتها الكويتيه، وصلوا بالوقت المناسب. لازم أسمع كل شيء، وانطرها بعدما تطلع من الشقه، وأكلمها بالموضوع ضروري.

     صعدت الفتاتان إلى الشقة، ولما دخلتا، استقبلتهما أحلام قائلة:
- أهلين هاجر، أهلين وسهلين ليان القاطعه! زين ما بغيتي تيين.

     ردت ليان متحرّجه:
- والله أشغال يا قلبي. ولما يت هاجر لبيتنا .. حنّت علي إلّا اييكم نقعد نشرب شاي ونسولف. وهم ولهت عليكم. والحمدلله فرصه اني اشوفكم بعد انقطاع طويل.
- حياكم حبيباتي .. تفضلوا.

    دخلتا، فوجدتا نوره تلعب سوني بلايستيشن ون (تكن ثري) مع أمل. فعلقت ليان:
- امبيه!! شخباري بلايستيشن ون!! تكن ثري ..!! واااااااااااااي قديم.

     التفتت نوره إليها، وقالت بشوق:
- يااااااااااااااي حبيبتي ليوووووون ...

    فقذفت جهاز التحكم، وقامت تحتضنها، بينما استغلت أمل فرصتها للفوز، فقامت بضرب خصمها .. إلى أن انتصرت، وصاحت:
- هياااااااا فزت عليييييج نوره.

       ثم التفتت إلى الخلف، فوجدت الفتيات ينظرن لها بذهول، فأحست بنفسها حينها، وابتسمت بخجل، وقالت:
- امبيه نسيت نفسي.

      ثم قامت تحتضن ليان، قائلة:
- والله حبيبتي ما انتبهت لج .. أنا مشكلتي ان لعبت بلايستيشن، واندمجت مع اللعبه .. انسى كل شي حولي.

     ردت ليان بابتسامة:
- ما عليه حبيبتي ... أهم شي، فزتي على نوره؟

     تدخلت نوره:
- والله غش، مالي  شغل .. الحين نعيد اللعبه، واختاري نفس المقاتل هذا الجني يوشيميتسو.

     رد عليها أمل:
- اوك، أصلا يوشيمتسو أقوى من اللي تختارينه اللي اسمه باول .. أبو شعر أشقر الكشّه.
- بس عالاقل عنده ضربه قاضيه .. تخلي طاقتج صفر.
- وهم يوشيميتسو عنده ضربة قاضيه.

     قاطعتهما هاجر:
- بسكم يا بنات. احنا يايين عشان نقعد مع بعض، ونهدر بزاف مش نلعب.

     علقت نوره على كلام هاجر:
- ويييه حبيبتي ... لازم تعودين نفسج على "وايد" بدل "بزاف" .. عشان تضبطين اللهجه.
- صح بس قاعده أحاول قدر امكاني اني أهدر اللهجه ديالكم.

     قالت نوره متسائلة:
- شنو اهدر اللهجه ديالكم؟ طبعا كلمة "اللهجه" أعرفها بس " أهدر " و " ديالكم " شنو معناهم؟

    أجابتها ليان:
- أهدر يعني أتكلم وأتحجى، أما ديالكم فمعناها مالتكم.

    هزت نوره رأسها متفهمّة.

   قاطعتهم أحلام:
- معلش بنات، اسمحوا لي عالمقاطعه بس لازم نقعد، ونضبط شغلنا عشان نسولف براحتنا.

    قالت نوره:
- مو مشكله حبيبتي ، عيل آنا بروح أسوي الشاي المخدر، وأمل تضبط الكيك والبسكوت.

    جلست ليان وهاجر وأحلام في الصّالة، بينما ذهبت نوره لإعداد الشاي، وأمل لإعداد الكعك.

بدأت أحلام الحديث قائلة لهاجر:
- حبيبتي .. انتي حيييل ييتي بوقتج. طبعا انتي من وصلتي الكويت .. وكله تسألين عن جوري! بس كنا نتغاضى عن هالسؤال، ومرات نجذب ونقول أنها مسافره. لكن الحين بعترف لج بكل شي .. بس بالله لا تضايقين نفسج ولا تزعلين!!

       تأهّبت هاجر صاغيه. فأخبرتها بما حصل مع زعيمتهم، فارتسمت على ملامحها الدهشة والصدمة، وقالت:
- ياااي، شو هاد!!! الهدره واعره!

      سألتها أحلام:
- الهدره واعره؟ تقصدين السالفة خطيرة؟

     أومأت برأسها بالإيجاب، وقالت:
- آسفه تكلمت مغربي بس لما أنصدم من شي أو أتعجب منه .. أتكلم بلهجتي بلا شعور.
- مسموحه حبيبتي .. المهم عرفتي الحين ليش كنا نجذب مضطرين؟
-إيه عرفت ... والحين وينها؟
- بيت أهلها .. باجر إن شاءالله بتيي، ونبيها تتفاجأ فيج .. لأنْ ما قلنا لها انج ييتي.

    نالت الفكرة على إعجاب هاجر، وقالت:
- واااااااااااااااااااايد حلو.

      بعد لحظات، جاءت نوره تحمل صينية الشاي، ثم تلتها أمل تحمل صحن الكعك بكل أنواعه (الفراولة والكاكاو وغيره)، وجلستا معهن. فقامت نوره بصب الشاي في الأكواب، ووزعت أمل صحون الكعك على الجميع.

    لما رشفت ليان رشفة من الشاي، تغير وجهها، فبصقته، وقالت:
- امبيه نوره!! شحاطه مع الشاي؟

    أجابتها نوره بذهول:
- حاطه سكر!! ليش؟
- سكر؟ متأكده؟ تأكدي الله يخليج!

    استطعمت نوره صحن السكر، فامتعضت قائلة:
- ياويلي!! حاطه ملح بدال السكر!! السموحه والله بالغلط.

    ضحكت الفتيات عليها، ورجعت إلى المطبخ لتحضر السكر، وأتت به.

     ثم أكلن الكعك، وشربن الشاي. فقالت هاجر باعجاب:
- الكيك وايد حلو، والشاي لذيييييييييييييذ.

    قالت أمل بزهو:
- احم .. أكيد بيطلع حلو دامني مسويته.

    قالت نوره، بشيء من الغيرة:
- والشاي ما يضبطه غييييييييييييري.

    قالت أحلام بعدما انتهت من التهام كعكتها:
- هجّور ... للحينج تتنكرين بشخصيات غيرج ولا بطّلتي؟
- للحيني ... بس مو مثل قبل، لأن شفت فيها خطورة، خصوصا لما أتنكّر على شكل شخصية مهدده بالخطر.

    عند ذاك، علّق مشعل، الذي كان في سيارته، قائلًا:
- شي جميل أنّها مازالت تتنكر، وإن شاءالله بحاول أقنعها!!

ثم أردف مستغربًا بشدّة:
- ملاحظ شي! قعدة فيها بنات ومافيها حش! بصراحه شي يخلي الواحد يستغرب .. بس يمكن هذيل البنات يحترمون غيرهم وما يحشون بخلق الله. ربي يثبتهم ويكثر من أمثالهم.

    لم تمض ثوانٍ على كلماته تلك، حتى سمع نوره تقول:
- يوووه .. تتذكّرون أم خلاجين .. اللي بعرس هنوف!! عرفتوها؟ أمس لقيتها بمجمع المهلّب، لبسها مثل ويهها.

    ردت أمل:
- اي، وآنا هم شفتها قبل فترة بمجمّع المهلّب بعد! حاطّه مكياج خايس ... والله اخترعت من ويهها! أحس ان سرّها مقطوط بهالمجمع، لأن كله تقز هناك .. وتمدح بنفسها بين رفيجاتها ان الشباب يغازلونها!! ويييه كش عليها.

     علّق مشعل بخيبة أمل:
- ما يمدي! توني قاعد أمدحكم وأتمنى بنات الناس مثلكم!! ما ينفع معاكم يالبنات!! الحش يمشي بدمكم.


***

        بعد ساعة خرجت هاجر وابنة خالتها من العمارة.

 انطلقت ليان بسيارتها، عائدة إلى شقّة أهلها في السالمية. تبعها مشعل، فسلكت ليان طريق شارع الخليج، ولاحظت سيارة تلحقهما .. فقالت غاضبة:
- أكو خروف يلحق ورانا يا هاجر.

    التفتت هاجر الى الخلف، وقالت:
- شو فيه هاد؟

    ردت ليان بغيظ:
- مادري عنه! والله لأعلمه الحين، براويج فيه.

     انحرفت ليان بسيارتها إلى منطقة السالمية، وتوقفت في أحد المواقف. توقّف مشعل خلفها، بمسافة قريبة.

    نزلت  ليان غاضبة، وتوجّهت مندفعة نحوه، فأشارت إليه أن يفتح النافذه. فقال مشعل في نفسه:
- ول!!! هذي شفيها معصبه؟ أخاف فاهمه الوضع غلط! يعوذه من بعض بنات هالوقت .. مافي تفاهم!

ثم أنزل نافذته. فوبخته قائلة:
- انت يالخروف .. شعندك لاحق ورانا؟ شتبي!! اسمعني، إياني وإياك تلحقنا .. ترى وقسمًا بالله أخليك تنسى حليب أمّك!!!! وقد أعذر من أنذر.

     همهم مشعل:
- والله وعينها قوية! لا هذي يبيلها ليلى تعلّمها الأدب .. بس هذيج هم مو مقصره بأسلوبها القاسي معانا!

   ثم رد عليها مشعل بهدوء:
- يا أختي .. والله مابي منكم شي! وأنا وين وسوالف التحرّش وين، بس أنا أبي أكلم هاجر بموضوع خطير!

     تفاجئت ليان حين نطق باسم ابنة خالتها، فسألته بدهشة:
- شعرفك بهاجر؟

    أحسّ مشعل بالأمان، ونزل من السياره، وأجابها:
- موضوع طويل يا أخت ليان!

     ازدادت دهشتها، وقالت له:
- امبيه .. شعرفك بإسمي بعد؟ لحظه لا يكون انت مع الأركه؟

رد عليها نافيا:
- لا شكو! أخاف صج اكون مع ذيج المستبده. أنا أبي هاجر تنفذ لنا مهمة، وعلى فكرة أنا جيتكم من طرف اللواء شهيد.
- شهيد!! من صجك؟ شيثبت زين؟
- تعرفين شهيد معرفة شخصيه .. صح؟
- اي أعرفه!

      عرض مشعل عليها شاشة هاتفه، وقال لها:
- مو هذا رقمه؟

     نظرت إلى الشاشة، وقالت:
- إي والله ... هذا رقمه. انزين، ممكن تتصل فيه عشان أتطمن وأتأكد؟

     اتصل مشعل بشهيد، ووضع هاتفه على خاصية السماعة الخارجيه، فرد عليه:
- هااااااااااا مشييييييييييييعل بشر؟

     وجّه مشعل بصره ناحيتها، وقال لها مبتسمًا:
- صدقتيني؟

هزت رأسها مصدّقة.  ثم أجاب مشعل صديقه، قائلا:
- ماكو شي .. بس بسألك .. انت شقاعد تسوي؟
- والله ماكو .. قاعد بمقهى الشميمري الشّعبي عالبحر، نشرب جاي ونسولف مع المدام والعيال.
- اوك حبيبي ... أتمنى لكم وقت ممتع، وإن شاءالله ببلغك بكل جديد.

    رد شهيد مستاء:
- الله يهداك عيل شعندك متصل فيني .. دام ماكو شي يديد!
- لا بس حبيت أسمع صوتك.

     رد شهيد ضاحكًا:
- ياخي ما تيوز من سوالفك ... يالله مع السلامه.

قال مشعل للفتاة:
- تطمنتي؟
- اي. بالله اعذرني، عبالي انك من الخرفان اللي يبطّون جبدي دايمًا.
- مسموحه اختي. والحين، ممكن أكلّم هاجر؟
- ابشر .. بس شرايك نروح أي مقهى قريب، لأن المكان هني شبهه.

    وافقها مشعل، ومضوا إلى أحد المقاهي، فجلسوا على طاولة تسع لهم، وبدأ المُخبر حديثه:
- أختي هاجر .. أعتقد تتذكرين اللواء شهيد، اللي أنقذج من نوف الأركة .. قبل جم سنة!
- اي أذكر.
- حلو .. شهيد الحين يبيج تردين له الدين في قضية خطيرة .. توافقين؟

     ردت هاجر بتردد:
- شو هي القضية؟
- الله يسلمج .. القضيه هي أنه يبيج تتنكرين على شكل أحد عضوات عصابة الاركة .. وتجيبين له منها معلومات! والأهم من هذا كله، تجيبين مستندات تثبت مخططاتهم .. يعني مثلًا  تخطيط لتدمير مباني حساسه وما شابه.

    توجّست هاجر، وقالت له:
- بس متل هاد الأمور .. ما أقدر أسويهم .. لأنّها واعرة بزاف.
- هاجر الله يخليج، انتي خبره بهالشي .. فلا تردين طلب شهيد! ولما سمعت انج بتجين الكويت .. وربي استانست، وحسيت ان مهمّتنا بتكون أسهل.

    سكتت قليلًا، ثم قالت:
- بس أنا دابا ما بعرف فين الشقه ديالهم! هم يغيروها كل فترة وفترة منشان ما بيعرفهاش حد.

نظر مشعل لليان، وسألها:
- ما فهمت قصدها .. كلمات جديده وصعبه شوي.

    أجابته ليان:
-  تقصد انها حاليا ما تدل وين شقتهم .. لأنّهم يغيرون مكان الشقه عشان محد يكتشفهم. ومثل ما انت عارف أخوي، ان في السنوات الاخيره .. صارت مشاكل بين عضواتهم .. وبعضهم تركهم. 

    أومأ مشعل برأسه متيقّنًا، وقال لها:
- ما تقدرين تجيبين عنوانهم بأي طريقه؟ ضروري هالليلة يا هاجر!!! والله المسألة ما تحتمل التاجيل !

      أخفضت هاجر عينيها، وفكّرت بكلامه، وأجابته بعد برهة:
- دام هي بهالخطورة .. لازم أخاطر بحياتي! وأتمنى تكون هاد آخر عملية خطرة أسويها.

    ابتهج مشعل، وقال لها:
- مشكوووره بزاااااااف يا بنت المغرب، يا حبي لكم يالمغاربه .. زوينين بزاف، الله يعطيج العافية .. طبعا عافيتنا مو عافيتكم هههه.

      ثم أردف قائلًا بجديه:
- بصراحه هاجر، بقولج الحقيقه .. وصل لنا حجي ان الأركة وعصابتها يتجهزون لاغتيال وزيرة تسعى لإصلاح البلد، عشان جذي ... أنا سويت المستحيل عشان أوصل لج!!

     علقت ليان باستياء:
- استغفر الله .. شهالعصابه!! شكو يغتالونها؟ وربي مافي أحسن من هالوزيرة .. عسل أحبهاااا وااااايد.

     أجابتها هاجر:
- بعض البشر ما يحب الخير لحد ... يحب يزرع الشر في كل مكان عشان مصالحه .. وإذا شاف حد متل الوزيرة .. يفكّر يغتاله!!

      قبل أنْ يقوم مشعل، قال لهاجر:
- بالله ضروري قبل باجر! لازم نخلص من هالقضيه، وننقذ روح إنسانه .. كل الشعب يحبها! وإذا ما نفذتي المهمه ... راح تتعقد الأمور من ناحية معرفة تواجد العصابة بلحظة مرور موكب الرئيسة، وبالتّالي تصير كارثة!

      ثم استئذنهما، وغادر المقهى، ومضى إلى سيارته، ثم اتصل على شهيد، يخبره بإتمام مهمته.


***

     في ذلك الوقت ... كانت ليلى وصديقتها مريم، لا تزالان في مجمع الافنيوز، وكانت تتبعهما فتاة، تنظر إليهما من مسافة ليست بالبعيدة جدًّا، تحمل بيدها حقيبة سوداء.

     وحين جلستا في أحد المطاعم، تقدمت لهما تلك الفتاة، وسلمت عليهما، وجلست معهما، ووضعت الحقيبة أسفلها، فرمقتها الصديقتان بحيرة! 

    سألتها ليلى بلهجنة مستهجنة:
- عفوا .. منو انتي حضرتج؟ وشعندج قاعده معانا؟ تعرفينا نعرفج؟

      ردت الفتاة الغريبة بهدوء:
- أظنّ إنج ليلى المعروفه عالميًا، بقتالها الشرس!
- اي أنا هي!! 
- ليلى، ودي أتكلم معاج بموضوع، بس أتمنى تعطيني الاجابه (نعم أو لا)! وما ودي تتنرفزين كعادتج!
- اوك .. شعندج؟

     رفعت الفتاة الحقيبة، ووضعتها على الطاولة، وووضعت يدها عليها، وقالت:
- داخل هالجنطة مليون دينار! وراح تكون في رصيدج إذا نفذتي طلب الزعيمة.

      ردت ليلى باستغراب:
- زعيمة؟ اشرحي اكثر.
- زعيمتنا حيل معجبه فيج، ويابت هالمبلغ بعد تعب .. عشان بس تنضمين لنا.

    قالت ليلى، وهي تتمالك شراستها:
- انا سألتج من تكون الزعيمة، مو عن مشاعرها تجاهي!! أظن سؤالي واضح!

      تنفست الفتاة بعمق، وتلفّتت حولها، ثم أجابت:
- إذا تبين تعرفينها .. امشي معاي لشقتنا.
- شقتكم؟ أقول انتو شكلكم ناس فاضيه!

     ثم وجّهت ليلى كلامها لصديقتها:
- يالله قومي خل نمشي ... طابت نفسي من الأكل بسبّة هالاشكال.

      كانت زفرات ليلى مخيفه، ونظراتها مرعبة! فقامت الفتاة الغريبة، وقالت:
- عمومًا، شكله عرض الزعيمه ما عجبج .. بس تأكدي يا ليلى ان حياتج راح تكون في خطر.

     نظرت إليها ليلى بحدّة، وقالت:
- تهددين؟ ترى على فكرة لحد الحين ماسكه اعصابي! انقلعي عني .. لا وقسمًا بالله أوريج نجوم الظهر!

     ضحكت الفتاة بسخرية، وقالت:
- ليلى انتي مسكينة! غرّتج قوتج .. فصرتي تشوفين نفسج فوق الكل.

     قامت ليلى من كرسيها بغضب، فأمسكتها صديقتها، قائلة:
- يرحم والديج .. مو حزّة شراستج! ترى هالمجمع صايرين يشددون على سالفة الهواش، وممكن يصير فيها سجن.

ردت ليلى بحنق:
- ميمو .. انتي سامعتها شقاعد تقول؟ قاعده تهددني، وأنا ما سويت شي غلط!!
- ما عليه يا قلبي ... طنشيها! عشااااني تكفين!

     ظلت ليلى تزفر بحرقة حتى هدأت، وجلست، وقالت للفتاة بانفعال كبير:
- أقول، امشي من هني، لأنْ مالي خلق لسخافاتج! وإذا بأمكم خير ... نفذوا تهديدكم! مالت عليج وعلى زعيمتج .. يعني عشان رفضت طلبكم التّافه، تهددوني؟ على فكرة ترى برصيدي الملايين من الدنانير .. ومو محتاجه مليونتكم هذي. يلا انقلعي انتي والزعيمة.

    ردت الفتاة:
- مو مشكلة ... أخليج!

     حملت حقيبتها، وانصرفت. ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة خبيثة، وتمتمت:
- ليلى .. دامج حطيتي راسج براس الزعيمة .. عيل تحمّلي ما اييج!! أصلا انتي منو عشان تتحجين عنها جذي! والله راح تندمين ... راح نكسر عينج، ونخليج ما تسوين بيزه بعيون العالم كله! وبتصيرين خبر عاجل في الأخبار، وعلى مانشيت الجرايد.

     ثم اتصلت الفتاة بالزعيمة، ولما أجابتها، قالت لها:
- الأركة ... ليلى اللي سميتيها (قبضة الهلاك)، ترفض طلبج! لا وقالت عنج "خل تنقلع ومالت عليج"، هذي إهانة بحقج زعيمتنا.

    ردت نوف بغضب:
- تقول جذي!! شلون تتجرأ! عيل نفذي الخطة (باء)، دامها تمادت .. خليها تعرف شلون تقول عني هالحجي .. وأهم شي صوريها! أبي اشوف صورتها، واهي مكسوره عشان يشفي  هالشي غليلي.

    ابتسمت الفتاة بخبث، وردت:
- ما يصير خاطرج إلّا طيّب يالزعيمة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )