السبت، يوليو 19، 2014

(( .. رواية: قبضة الهَلاك .. ))




الفصل الحادي والعشرون


وتمّت المهمّة ..! 




      عندما حان منتصف الليل ... كان مشعل وشهيد جالسان على شاطئ أنجفة، بحر سلوى، وكان الشاطئ يخلو من الناس .. سوى بضع عائلات في أماكن متباعدة، ورجل وزوجته يمارسان رياضة الجري، وبعض القطط الشّاردة على الشاطئ، تبحث عن السّمك.

    قال مشعل وهو ينظر إلى ساعته:
- مو جنها تأخّرت؟

     رد شهيد بضيق:
- ياخي تراك بطيت جبدي .. شفيك ما تصبر؟ ترى مهمتها صعبه صعبه صعبه .. وفيها حياة أو موت! يعني لازم تاخذ حذرها. وانت تدري ان عصابة الأركة مو هينه! فإذا تبي تنام .. نام بالسياره، وأنا أقعدك لما توصل إن شاءالله.

     تأفف مشعل، ورد عليه:
- زين لا تعصب ... ترى أنا حساس.

نظر شهيد إليه بوجه ساخر، وقال له:
- حساس؟ ياااي هههه, يعني تبجي لو طقيتج عفوًا أقصد طقيتك؟

    رد مشعل ضاحكًا:
- جب .. ولا ترى بنادي عليك عمتك ميمو تمصخرك.

     حينذاك، جاء لشهيد اتصالًا، فتحمّس مشعل قائلًا:
- الظاهر هي .. الظاهر هي ... خلصت مهمتها.

     أخرج شهيد هاتفه، فنظر على الشاشة، وابتسم قائلًا:
- يمعود والله لو يايبين سيرة مليون دينار أبرك! طالع .. عمتي ميمو.

    رد عليها شهيد. فسألته عمّته بصوت هادئ:
- شهيد وينك؟

   استغرب شهيد من سؤالها، فأجابها:
- على شاطئ أنجفه .. ليش عمه؟ عسى ماشر؟
- لا مو صاير شي .. بس تعال لي .. أنا بمخفر صبحان.
- شعندج هناك؟
- لما تيي .. بقولك كل شي.

    صمت لثوانٍ، ثم قال:
- لحظة عمه.

     نظر شهيد إلى رفيقه، الذي كان يشير بيديه ليعرف ماذا تريد. فقال لمشعل، وهو يضع يده على السماعه بهمس:
- بروح لمخفر صبحان .. لأن مبين انها مسويه مشكلة أو يمكن ليلى رفيجتها وهقّتها بقضية! اوك؟
- وشلون على البنت اللي واعدناها هني؟
- انت خلك ناطرها لين تيي .. وهالمهمه هي مهمتك.
- ومنو يردني للبيت؟

     أخرج شهيد من جيبه مبلغ 5 دنانير، وقال له:
- دبر لك تاكسي يردك!! أنا مضطر اروح.
- بس هذا شوي، أبي أكثر.
- جب عاد. ولا تدري شلون، كسرت خاطري، هاك خمس دنانير زياده.

    ثم أخبر عمته بمجيئه، وغادر المكان.

       بعد ذلك، استلقى مشعل على الشاطئ، وتأمّل السّماء، فلمح وميضًا يسير بسرعة جنونية! فاعتدل من جلسته، وقال بدهشة:
- جني شفت طبق طاير!! لا يكون رجعت تشي وربعها!؟ خوش شي .. يعني راح آكل أحلى بوفيه.

***

      انطلقت المركبة الفضائية ناحية الفندق الذي أقام فيه الوفد المرّيخي، فقالت المريخية، التي تقود المركبة لمرافقتها:
- ياللهول! شوفي، أنا يبتج عشان مهمة خطرة. ودام براسج خمس قرون استشعار، وعندج ثلاث عيون ... فهذا يساعدني حيل على تنفيذه مهمّتي، فيعني تحمّلي .....

     قاطعتها صاحبتها قائلة بانزعاج:
- تراج بطيتي جبدي تشيريفوه! من يوم كنا بالمريخ وانتي تعيدين لي هالسالفه!!! خلاص بس! ترى حفظت كلامج!!! أدري فيج تبيني أساعدج بمهمة مادري شنو اهي .. وأدري اني لازم أتحمّل نظرات البشر الغريبة .. خلاص يوزي عني .. يرحم أمج!

     نظرت إليها تشيريف مشدوهة، وردت عليها:
- شفيج معصبه؟ أنا أكرّر لج عشان ما تنسين!
- مو ناسيه والله! أصلا حفظت كل شي. الحين قولي لي، شنو مهمتي اللي يبتيني عشانها؟

     قطع حديثهما اتصال من المريخ، فأجابت تشيريف:
- ياللهول .. حوّل .. منو المتكلم؟

    رد عليها صوت يصرخ:
- ياللهول!! شلون تعصون أوامري؟ وليش أخذتي تشيريك معاج؟ ومن قالكم تروحون لكوكب الأرض من غير ما تقولون لي؟
- تشي، الله يخليج يا زعيمتنا .. أنا ناسيه شغله بكوكب الارض .. فقلت بروح أييبها وأرجع، وتشيريك بتساعدني لأن اهي اللي تقدر على هالشي .. أبرك من اختها تشيمير.
- وشنو هالشغله؟
- شغله خاصه جدًّا، ما أقدر أقولها. اي صج نسيت لا أقولج .. ترى بييب لج اخطبوط ياباني راسه كبير.

    سال لعاب تشي، وقالت لها:
- خلاص مو مشكلة حبيبتي .. اخذي راحتج بس لا تطولين عفيه، لاني مشتهية هالاخطبوط!
- ابشري ابشري تشي.

     أنهت المكالمة. فقالت تشيريف بمكر:
- شفتي شلون فرّيت راسها .. وخليتها تهدي أعصابها!

قالت تشيريك:
- انتي من يومج مكّاره! يلا ترى مليت شنو المهمة؟ كا احنا وصلنا الكوكب وما عرفت شتبين..!!
- كا الشاطئ اللي قلت لج عنه .. أبيج تدورين معاي عن وحده سمينه.
- ليش؟ شكو السمينه بموضوعنا؟
- أبيها بمهمة!

ردت عليها تشيريك بانتقاد:
- مهمة؟ يا كثر مهماتج انتي .. وآخرتها مهمّات بوطقّه.
- تشيريك يا قلبي ... خلي بالج وسيع.

       بحثتا عن السمينة، ولم يجداها. فعلقت تشيريف بيأس:
- وأنا دوم حظي مصخم!!! لو أموت أحسن.
- انزين بسج تلحطم .. بندور عليها باجر! لأن يمكن تيي الصبح أو وقت غير.
- يمكن ... يلا خل نشوف لنا مكان ننام فيه، لأن أحس باكتئاب.
- وين ننام؟ تعرفين أحد نروح عنده؟
- أعرف بس ما أدل بيوتهم. خل نشوف لنا مكان مافيه بشر .. نروح ننام فيه أبرك.

     في ذلك الوقت، كان مشعل مازال مستلقيًا على الشاطئ، وقد غطى جسده بالتراب، ويتأمل النّجوم، وصوت البحر. وقد عادت العوائل، الذين كانوا على الشاطئ، إلى منازلهم، وبقي وحده هناك.

     وبعد لحظات .. وصلت المركبة إلى هذا الشاطئ، ولما لم يجدوا أحدًا، اقترحت تشيريف على تشيريك أنْ ترسو بالمركبة هنا، ويناما، فوافقت صاحبتها.

     رست المركبة، وأطفأت تشيريف الأنوار، ونامتا.

     لم يشعر مشعل بوجود مركبتهما إلا حينما التفت صدفة ناحية اليسار، فتفاجأ بها، وتساءل في نفسه:
- واوو المركبة الفضائية موجوده هني!! بس غريبه!! شلون ما حسيت بوجودها؟ لهالدرجه مالها صوت!!

     نفض عن جسده التراب، وسار ناحيتها. فطرق النافذة من ناحية تشيريف، فاستيقظت مذعورة، وكان وجهها مقابل وجه تشيريك، فهزّت جسدها، قائلة:
- انتي اللي قاعده تطلعين هالصوت؟

    فتحت تشيريك نصف عينها، التي في المنتصف، وقالت:
- بالله انتي غبيه؟ ولا تستغبين؟ تشوفيني نايمه .. شلون بطلّع هالصوت؟

       ثم نظرت تشيريك ناحية مشعل، من خلف صديقتها، فصاحت:
- بسم الله الرحمن الرحيم!! شنو هذا؟ ينّي؟

     التفتت تشيريف خلفها، وقالت فزعه:
- امبيه شنو هذا!!! شوفيه شلون يطالعنا؟ ومطلّع ضروسه .. ليش جذي؟

    كان مشعل ينظر إليهما ببشاشة، وابتسامة واسعه حتى برزت أسنانه الصّفراء، وقال لهما:
- افتحوا الدريشة .. بسولف معاكم شوي.

     لكنهما لم يجيباه، ثم أخرج هاتفه، وكتب لهما هذه العبارة:
" أنا إنسان مسالم .. لا تخافون، ماراح أسوي لكم شي "

    قرأت تشيريف كلماته بصوت مسموع، فعلقت تشيريك:
- أخاف يجذب علينا؟

     وجّهت تشيريف وجهها ناحية رفيقتها، وقالت:
- ليش يجذب؟ وبعدين لو كان ينّي صج .. جان اختفى من لما سمّينا بالله! بس الظّاهر هو إنسان.

     قالت تشيريك بخوف:
- بالله لا تبطلين له الدريشة ... مو متطمنه أبدًا، ويهه يخرّع.

   ردت تشيريف، وهي تضغط على زر فتح النافذه:
- ما عليج .. لا تحاتين ، وإنْ صار لي شي يا تشيريك ......

    نزلت دمعة من عينها، وأردفت:
- ارجعي للمريخ .. وبلغي سلامي لاحبابي.

غمرت عينا تشيريك الدموع، وقالت بصوت حزين:
- تشيريف حبيبتي .. تكفين لا!

     صاح مشعل، حين فُتحت النّافذة، قائلًا:
- يبه شهالمسرحيه الدراميه الحزينه؟ شفيكم خايفات؟ ترى أنا مو وحش!! لو تعرفوني عدل جان ما خفتوا. أنا أخاف حتّى من ظلّي! فلا ترفعون جوّي بخوفكم منّي.

       ردت تشيريف:
- بس هي خايفه .. عبالها انك ينّي!

رد مشعل بدهشة:
- جني؟ معقوله؟ لهالدرجه وجهي يخرع؟

    أجابته تشيريك:
- ايه تخرع .. مو مصدقه إنك إنسان.

    شعر مشعل باحباط شديد، وقال في نفسه:
- معقوله أنا لهالدرجه جيكر!! وشهيد شعنده عيل يقول عني مزيون! طلع يجاملني النذل!

    سألته تشيريف:
-بعرف انت من وين طلعت لنا؟ يعني لما يينا لهالمكان ما لقينا أحد، وفجأه انت ييت!
- اوه! كنت شسمه، مغطي نفسي بتراب! يمكن عشان جذي .. ما انتبهتوا لي.

    تساءلت تشيريف مستغربة:
- بتراب!!! انزين، ممكن أعرف شعندك ياينا؟
- والله أنا إنسان فيني فضول! ودي أعرف شلون تعيشون .. وشنو تاكلون! وودي أفهم حياة كوكبكم أكثر.

    سكتت تشيريف قليلا، ثم قالت:
- حاليا، نبي ننام .. فتقدر تيينا باجر .. وابشر باللي يسرك.
- عيل السموحه عالازعاج. إلّا صج بسألكم .. انتو تحلمون لما تنامون؟

    أجابت تشيريف بتهكم:
- شرايك انت؟ على فكرة، ترى احنا بيننا أشياء كثيرة نتشابه فيها .. بس يمكن طريقة المعيشة تختلف.

    أومأ مشعل برأسه متفهّمًا كلامها، فاعتذر منهما، وذكّرهما بأنّه سيأتيهما غدأ، ويعرف حياة الفضائيين أكثر، ثم عاد لمكانه. فقالت تشيريف، وهي تغلق النافذة:
- هذا إذا لقيتنا طبعًا!

     تنفست تشيريك بعمق، وقالت:
- خرّعني والله. بعرف، البشر كلهم جذي يخرعون؟
- لا بالعكس .. فيهم حلوين وايد .. بس هذا من ضمن اللي يسمونهم بهالديره (سحوت)، يعني مو حلوين أبدًا.

***

     بعد نصف ساعة .. وصلت الفتاة، فقال لها مشعل:
- بشري .. شصار؟

     ردت بابتسامة واثقة:
- كل شي تمام التمام .. والحمدلله ان الأمور مرّت بهالسهولة، وما توقعت أبدًا ان مهمتي تكون بزاف سهله.
- أهم شي .. ما حسّوا انج مو طبيعيه من تصرفاتج؟

ضحكت قائلة:
- بصراحه نسيت ان بندقة ما تسوي شاي ... بس رقّعت الموقف، ومشت معاي. ياااه الحمدلله.
- ممتازه يا هاجر .... وشنو سويتي بعد؟
- لما سويت لهم الشاي ... حطيت فيه منوّم .. وعلى أساس انهم واثقين فيني .. يعني بندقه صايره نشيطة .. جان يشربونه، فحسوا بالنوم، وراحوا غرفهم ينامون. عقبها، دخلت على غرفة نوف .. وصوّرت المستندات بتلفوني. ولما نزلت .. لقيت مريم اللي يسمونه الذخيره الرماديه تبي تصعد للشقه ... بس ما انتبهت لي الحمدلله.

   ضحك مشعل، وقال متعجّبًا:
- والله انج مو هينه يا بنت المغرب ... كفو قدها وقدود. وشلون قدرتي تتنكّرين على هيئة بندقة؟ أقصد وين لقيتيها؟ وشلون صار هذا؟
- لما كنت محبوسة عندهم قبل .. سمعتهم يهدرون عن مقهى في مجمع اسمه مارينا، يروحون له دايمًا كل ليلة. فلما تذكّرت هاد المكان، تردّدت في البداية أروح صوبه .. لأنْ ممكن يغيروه! لكن الحمدلله رحت، ولقيت اثنين منهم، وعرفت أشكالهم.

أخذت نفسًا عميقًا، وأردفت:
- ولما قامت وحده منهم لداخل المجمّع، لحقتها، إلى أنْ دخلت دورة المياه، فدخلت بعدها، ونوّمتها بالمخدّر، وتنكّرت بشخصيتها، ثم رجعت ألحق سيارة صديقتها. ولحسن حظّي أني لحقت عليها قبل ما تمشي بالسياره. فمشيت وراها بالسيارة ... حتّى وصلت الشقّة.
- يعني دليتي شقتهم؟
-تقريبًا، لأنْ مكانهم صعب، وبين عمارات كثيرة، في منطقة الجابرية.

   حرّك مشعل رأسه:
-حلو، حلو! بالجابرية. يلا عيل طرشيلي النسخ عالوتس اب.

    أرسلت له النسخ عبر الوتس أب. فأخذ يقلب بصفحاتها سريعًا، ولفت انتباهه التخطيط لمقتل الوزيرة. فقرأه بتمعنٍّ، وهزّ رأسه، قائلًا بدهشة:
- معقوله!! 1800 متر!! مسافه مو قريبة صراحه. بس ما عليه .. نرسلهم لشهيد .. وهو يتصرف .

      استئذنته هاجر، وانصرفت عائدة.

***

    حين رجع مشعل إلى المنزل، اتصل بصديقه اللواء، فرد عليه:
- ها مشعل .. بشر؟
- أبشرك، بفضل الله .. أتممت المغربيه مهمتها.

     رد شهيد بانتشاء:
- الحمدلله، الله يعطيها العافيه ... ارسل لي صورة من المستندات.
- ابشر. إلّا قولّي، شمسوية عمتك؟

     تنهد شهيد، وقال:
- وحده اسمها مريم كانت رفيجة ليلى .. بس الحين هي صارت مع منظمة خطرة .. وما ذكرت لي شنو هالمنظمة! بس كل اللي قالته عمتي ان هالبنت شرسة، وتطق بلا رحمة .. وليلى ما مدت ايدها بسبب انهم كانوا رفيجات!

   علق مشعل بأسى:
- إنا لله وإنا إليه راجعون! معقوله في بنات جذي .. قاسيات! الله يهديهم .. يعني الحمدلله عمتك مجرّد شاهدة؟
- اي مجرد شاهده على قضية ... واهي اتصلت فيني .. عشان ما تبي الأمور تتعقد زياده ... فهي مو فاضيه لهالبلاوي.
- وليلى شصار عليها؟
- ما وصلنا خبر عنها. كل اللي أعرفه انهم أسعفوها للمستشفى ... الله يشفيها ويعافيها.
- آميين ... برسل لك المستندات الحين، أشوفك على خير.

***

     في صباح اليوم التالي .. كان مشعل يغط في نوم عميق. فجاءه اتصال، ففتح عيناه ببطئ، فوجد أنّ الرقم المتصل هو رقم المدير جواد .. فأجابه:
- هلا مديرنا.

     صاح المدير:
- وانت وينك مو مداوم؟
- نايم.
- ناااااااااااايم؟ انت من صجك؟ تدري الساعه جم الحين؟ الساعه 9 يا الكسول! يلا تعال.
- بس أنا اختي تعبانه، وبروح لها للمستشفى عشان أعتني فيها! فراح أضطر اخذ اجازة ثلاث ايام.
- اففف، وأنا شسوي..؟؟ شغلك وشغل ريينا كله بيكون فوق راسي! الله يصبرني عليك ... يلا مع السلامه.

     علق مشعل في سرّه، قائلًا:
- يمعود .. والله مالي خلقك، ولا لي خلق لوظيفتك.

     بعد لحظات .. اتصل به شهيد، يقول:
- مشعل ... تدري شصار على ريينا؟

    ازدادت حينها سرعة ضربات قلب مشعل خوفًا، فخشي مكروهًا أصابها، فسأله:
- عسى ماشر شهيد؟؟؟ لا يكون ..؟؟؟؟
- لا .. مو اللي براسك! للأسف رجال الأمن من أمس يدورونها وما لقوها!! قال بعض شهود العيان أن في ناس مقنّعين ومسلّحين خطفوها!

     صاح مشعل مذهولًا:
- مسلّحين خطفوها؟! بعرف المستشفى هذي مافيها رقابة وأمن؟
-في أمن بس ما قدروا عليهم! مبين أنهم عصابة مُجرمة.
  
  تذكّر مشعل بعض مقالاتها حين كتبت عن العصابات النّشطة في المجتمع، وكيف تنتقد الفاسدين انتقادًا لاذعًا. فخشي أنْ تكون عصابة ما، أو شخص فاسد هو من كان وراء ذلك.

    قال شهيد:
- لا تحاتي، بإذن الله راح ننقذها .. والتحريات مازالت مستمره، ورجال المباحث ماراح يقصرون .. وكلفت النقيب عادل، والضابط سعد بهالمهمه .. ريح بالك.
- تسلم ما تقصر ... أثق فيك يا شهيد، انت شرف لرجال الأمن. انزين قولي .. تجهزتوا حق حراسة الموكب؟
- ابشرك كل شي تمام .. يلا تعال احنا ناطرينك صوب شاطئ الشويخ .. وعلى فكرة ترى معاي القناص المحنّك بوشنب.
- بو شنب!! لا يكون تقصد ولد بطنها؟

     ضحك شهيد:
- اي راعي الهارلي .. اللي من تشوفه تضحك على تصرفاته الغريبه. لا تشوف البرمودا الأزرق حقه ونظاراته الملونة، بصراحه شي شي شي.

    سمع مشعل صوتًا بجانب شهيد، يقول بلكنته الحضريه:
- مشيعل حبيبي .. وينك يبه! شدعوه ناسيني! تعال بجوفك .. ولهان عليك واااااااااااااااايد.

      رد مشعل ضاحكًا:
- ياخي هالولد يونّس .. سلملي عليه بالله. يالله بقوم أغسل وأصلي وأجي.
- تصلي؟ انت شنو .. ما تصلي صلاتك بوقتها؟ الله يهديك بس! حط المنبه على صلاة الفجر!
- أحطه بس نومي ثقيل وربي.
- اوك .. لا تستعجل بصلاتك! ترى للحين ما طلع الموكب، ولا تحاتي شي .. لأن هادي تكفّل بقضية القنص، والهيليكوبترات فوق المكان تراقب .. وقوات الداخليه منتشرين بالمكان بحذر ... بس أنا أبيك تكون معاي لانك ساندتني بهالقضيه .. من البدايه ... وراح نبقى مع بعض للنهاية!

تأثّر مشعل بكلامه، ورد:
- بعد قلبي ... بإذن الله نبقى للنهاية .. فإنْ متنا، فموتنا بشرف .. وإنْ حيينا .. فراح نعيش بعز .. أشوفك على خير.

أغلق مشعل الهاتف، ثم قال في نفسه:
- شكلي بسحب مضطر على حور .. وعلى الفضائيات ... لأن هالمهمة أهم منهم! واتمنى تعذريني يا أختي الصغيره.


____

مرادفات:

وهّقتها: ورّطتها
فرّيت: لفّيت (لفّ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )