الأحد، يوليو 20، 2014

(( .. رواية: قبضة الهَلاك .. ))






الفصل الثاني والعشرين


شكوكُ حول  'الأبلة' غريبة الأطوار 





       كانت المركبة الفضائية تذهب وتجيء حول الشاطئ، بجانب الفندق، أكثر من مائة مرة، باحثة عن السمينة. فصاحت تشيريك بضجر كبير:

- تراني مليييييت .. بعرف انتي شنو مزاجج؟ ما حسيتي بالملل؟



    أجابتها تشيريف، واللعاب يسيل بغزارة من فمها:

- اسكتي .. وربي ميته يوع. خليني أدورها لين ألاقيها.



     استغربت تشيريك من لعابها، فسألتها عن سبب خروجه بهذا الكم المخيف، فأجابتها تشيريف:

- بصراحه اهي طبّاخه .. فأبيها تطبخ لي الوجبه اللي طبختها لي ذاك اليوم .. بس طبعا مو هذي المهمه اللي يايبتج عشانها.

- أهاا بس والله مليت ... خل نروح نرتاح شوي ثم نرجع!



       ردت تشيريف معترضة:

- مافي راحه لين الساعه 12 بالليل بتوقيت كوكب الارض.



    تأفّفت تشيريك، وقطبت الجبين، والتزمت الصمت.



***

      دخلت رفعه، ومعالي، ووالداهما، وأخيهما طلال، عند الصباح إلى مستشفى الفروانية لزيارة ليلى. انطلق الأب قبلهم يسأل الممرضات عن غرفة ابنته، فأرشدته إحداهنّ إلى غرفتها. فدخل إليها، واندفع عليها يحتضنها، ثم قبلها على جبينها، وبعده حان دور الأم التي قبلتها وهي تبكي، ثم تلتها معزوفة ومعالي، أما طلال، فقد وقف ينظر إليها بانكسار وشفقة.


   تحمّد أخيها لها بالسّلامة، وسألها:

-صج اللي سمعته؟ ان عضوه في عصابة هدّدتج؟


    أخرجت ليلى من فمها زفره طويلة، ثم أجابته:

-للأسف إي، وهالبنت صديقة قديمة، ولها مكانة في قلبي ...


    سكتت لبرهة، ثم أكملت بصوت حزين:

-بس مادري شاللي غيّرها عليّ! ما أعتقد ان زعيمتها هي السبب ...


    سألها طلال سريعًا، قبل أنْ تكمل حديثها:

-زعيمتها؟ ا قالت لج اسم الزّعيمة؟


    أومأت برأسها نافية.

   
طرح أخيها عليها سؤالًا آخر:
-شنو إسم رفيجتج؟ وشلون صاير شكلها؟

-ليش هالأسئلة؟

-جاوبي، ودّي أعرف!

-إسمها مريم، وكانت متنكرة بشعر أشقر ذهبي، وملامح قوقازية تقريبًا! أما وجهها الحقيقي، فهو حنطاوي، وشعرها أسود.


     هزّ طلال رأسها مدركًا ما ذكرته أخته. ثم استئذن ليذهب إلى فرع السوق المركزي، القريب من المستشفى.

     مرّت دقيقتان، فرنّ هاتف رفعه، وكان المتّصل هي مريم ميمو، لتعلمها بوصولها مع باقي صديقاتها. وعلى إثر هذا، خرج والد ليلى ، وتبعته زوجته لترافقه، وتؤنسه.

   دخلت الصديقات الغرفة، فسلمن على ليلى بوجوه حزينه باكية، وهي تطمئنهن بأنّها بخير. وبعد ذلك قالت رفعه بحنق:
-
لازم ناخذ حق اختنا ليلى ...

     قاطعتها ليلى معترضة:
-
لا يرحم والديج .. مابي انتقام وغيره! دام اني الحمدلله مافيني شي .. فما يحتاج كل هالامور.

    تدخلت نوال قائله:
-
بس يا ليلى ...

    رفعت ليلى يدها نافية:
-
ولا بس!! يرحم أمكم خلوا الناس بحالها .. وسكروا الموضوع، إذا فعلا انتو تحبوني!

    غيّرت ميمو الموضوع، قائلة:
-
أمس فاتج سباق الحصن على قناة الجزيرة .. تمنيتج معاي تشوفينه.

     لم تبال ليلى بهذا الأمر، فردّت عليها تسألها عن ما حصل لها البارحة، فأجابتها ميمو:
-
عقب ما خذوج للمستشفى .. أخذوني لمخفر صبحان، واتصلت على ولد أخوي شهيد. ولما ياني ... الحمدلله اختصر لي أمور كثيره .. فعاد قلت لهم اللي شفته، ثم رجعت مع شهيد للبيت.

    تنفست ليلى الصعداء، وعلقت:
-
الحمدلله ... وحصاني وين؟

-موجود بالمخفر.

-حلو، وشنو صار على مريم؟

    أجابتها رفعه بضيق:
-
شكو تسالين عنها؟؟؟ بعرف يعني عقب اللي سوته فيج أمس، هم تسالين عنها؟ خليها تولي !

     نظرت ليلى إلى أختها، وقالت بعد صمت:
-
بس مهما كان .. تبقى صديقه !
-
صديقة؟؟؟ انتي من صجج تسولفين؟ لو كانت فعلا صديقه جان ما سوت كل هذا!!! اهي كانت بتذبحج، وانتي تقولين صديقه؟!!!؟ اصحي يا ليلى ... خلي عواطفج على صوب .. وفكري بمخج عدل!! البنت تكرهج ونست كل شي.
-
وانتي شدراج انها نست كل شي؟
-شي بديهي انها ناسيه. فلو تقدّر صداقتج، وذكرياتها معاج .. جان ما سوت اللي سوته.

    قالت حصه مؤيدة لها:
-
بصراحة ليلى ... أختج على حق .. يعني اللي مثل مريم .. حرام حتى افكر فيها!! والمفروض يكون مكانهم السجن. أو بمعنى أصحّ .. يكون مكانها القبر، عشان نريح البشر من شرّها.

    أطرقت ليلى رأسها، وقالت:
-
المشكلة انكم ما تقدرون معنى الصداقة  

    صاحت أختها في وجهها غاضبة:
-
شنو ما نقدّر الصداقه؟ الصداقة يا ليلى هي ان يكون الصديق صادق صدوق مصدق مع صديقه، مو يتركه سنوات .. وفجأه لما يلاقيه .. يحاول قتله! أي صداقه تسولفين عنها انتي؟

أمسكت ميمو بيد رفعه، وقالت لها بصوت هادئ:
-
ما عليه حبيبتي .. قعدي وريحي بالج .. شربي ماي الله يخليج! مو وقته هالسوالف !!

    ثم قالت، تُساير ليلى:
-
حبيبتي ... إن طلعتي بوديج سفره على حسابي لليابان. أدري فيج ودج تروحين، عشان جذي، قلت بخليها سفره حلوه .. بعدما تقومين بالسلامه بإذن الله.

     قالت حصه:
-
هااااا ناس وناااااااااااااااااااس!! وأنا اقولج خل نسافر فرنسا .. تتحججين انج مشغوله بتجارة أبوج! لنا الله.

     ضحكت ميمو قائلة:
-
شدعوه حصه .. ما قصدت صراحه، بس فعلا كنت مشغوله وربي .. أما الحين بتفرغ عشان حبيبتنا ليلى.

    تدخلت نوال:
-
ايييه .. لو أنا المتكسره .. جان ما سويتي هالشي عشاني.

ردت ميمو:
-
يلا عااااد ... كلكم غاليين علي، عسى الله يحفظكم.

    كانت ليلى حينها شاردة الذهن، شاحبة الوجه ... تتذكر الأحداث التي حصلت مع مريم، وتفكر بحالها كيف تغيّرت هذا التغيير المفاجئ تارة، وتارة تحاسب نفسها على ما قسوتها مع الآخرين!! ثم سالت من عينها دمعة أحرقت وجنتها. فلاحظتها معالي، وعلّقت قائلة بصوت خفيض:
-
ليلى تنزل من عينها دموع .. أمبيه ، مستحيل!


***

    كانت سلمى خالة مشعل تتذمر، وهي جالسة بجانب حور، في غرفتها بالمستشفى قائلة:
-
والله هالولد يبط الجبد!! إنسان لا مبالي، بليد، أثول وغبي .. شقول عنه بعد!! بعرف اهو شلون تخرج من الجامعه؟ الشرهه مو عليه ... الشرهه على الدكاتره اللي درسوه.

    قالت حور:
-
خاله ريحي بالج .. لا تغثين نفسج عشانه! اهو لو يتذكر ان عنده اخت بالمستشفى .. جان رجع لي بالليل مثل ما وعدني .بس انتي تعرفينه عدل! إنسان ما عنده إحساس وفاقد للمشاعر .. فما عليه شرهه.

    تأففت سلمى، وقالت:
-
آخ بس لو يطيح بيدي .. أقسم بالله لأعلمه الشغل شلون!!! بخليه يعرف مسئولياته .. مالت عليه بس. خليني ساكته أبرك!


***

في شقة الزهريات .. جلست فاطمة ونوره تنتظران باقي الزّهريات في الشّقة. وبعد هنيهة، جاءت هاجر وليان، ثم أمل.

    قالت فاطمة:
-
أهلين بالحبيبات .. صج أحلام راحت تييب جوري؟

    ردت أمل:
-
اي .. قبل شوي اتصلت فيها .. قالت انها بالطريج لبيت جوري.
-
اشوى .. انزين جاهزات للملحمه؟

ردت ليان باستغراب:
-
ملحمة؟ أي ملحمة تقصدين؟
-أقصد لأخذ ثار جوري من العصابه الشرسة.

    قالت ليان مستذكرة:
-
اييه ... أمس شفت مخططهم عند هاجر .. انصدمت!!! كل حياتهم قتل وإجرام.

   علقت نوره:
-
ويه قطع. أنا بصراحه اليوم متحمسه ... ودي نلحق عليهم قبل لا ينهون مهمّتهم، ويرجعون لشقتهم.

   ردت ليان:
-
وليش ما ندخل عليهم بشقتهم ونخلص!!! أعتقد جذي احسن.

    أجابتها أمل:
-المشكلة ان هاجر ما دلّت شقتهم بالضبط! بس حتى لو عرفنا مكانها، ودخلنا عليهم، فراح تصير فيها قضايا ومحاكم .. وهم بيكسبونها. لأن ما عندنا دليل ضدهم.!! أمّا بخصوص هالمخطّطات، فيقدرون يدافعون عن أنفسهم، ويقولون أنّها مفبركة.
- هممم، اي ... بس هم لو قتلناهم بذيج العماره اللي بيكونون فيها عشان عملية اغتيار الوزيرة ... بعد ما عندنا دليل ضدّهم. وبيصيدونا الشرطة، ونروح فيها. فلازم نخليهم اهم يبدأون .. عشان يكون معانا حق ندافع عن أنفسنا.

     ابتسمت أمل بثقة، وقالت:
-
ومن قال ان الشرطة بتشوفنا؟ أصلا بيكونون مشغولين بحماية الوزيرة منهم، واحنا بندخل من ورى العماره. خلوا كل شي علي ... وإن شاءالله تمشي الأمور تمام.

     قالت هاجر:
-
دام المخططات كلها صورتهم .. فالأمور بإذن الله سهالات.

     حينها جاء لفاطمة اتصالًا من أحلام، فقالت:
-
بسرعه هاجر انخشي بالغرفة ... هذي أحلام متصله علي.

    ثم أجابت على المتصله، قائلة:
-
أهلين أحلام ... ها وصلتي؟ أوك، يلا حبيبتي مع السلامه.

    قالت فاطمة بحماس:
-
اهم تحت .. يااااي، قاعده أتخيل شكل جوري منصدمة.

    بعد دقيقة .. سمعوا طرق الباب .. فقامت نوره، وفتحت الباب لهما، فدخلا، وسلما عليها. فاستغربت جوري من وجود ليان، وسألتها عن أخبارها بعد انقطاعها الطّويل.

   ثم أجلسوها على الأريكة .. وكانت وجوه صديقاتها مبتسمة بشكل غريب. فسألتهن عن سبب الابتسامة. فأجابتها فاطمة:
-
ماكو شي بس مشتاقين لج.
-
مشتاقين؟ بس ابتسامتكم تحسسني ان فيكم شي !

     كانت هاجر، حينها، تمشي ببطيء شديد ناحية جوري، ووقفت خلفها مباشرة، ثم انحنت عليها، ووضعت يديها على صدرها، وضمتها بشده. فدهشت جوري، واستدارت بوجهها ناحيتها، وصاحت:
-
امبيه!! هاجر !!!

     ردت هاجر بوجه بشوش:
-
اي يا صديقتي العزيزه.

    قامت جوري، واحتضنتها بشوق، ثم قالت:
-
فديتج يا قلبي .. ما تدرين شكثر أنا مستانسه بشوفتج .. والله مشتاقه لج وايد وايد وايد.
-
وانا بعد مشتاقه لج وايد وايد وايد.

    ضحكت جوري، وعلقت قائلة:
-
وين " بزاف "؟؟ خلاص ودعتيها؟

-لا بس قاعده أعود نفسي على وايد ديالكم.

    قالت نوره:
-
جوري ... لازم الحين نمشي .. لأن احتمال بأي لحظة يطلع موكب الوزيرة!!

   ردت جوري، تقول لصديقاتها:
-
جاهزين يا بنات؟

ردوا بصوت واحد:
-
جاهزيييييييييييييييييييييييين.

   بعد برهة .. طُرق باب الشقّة. فتبادلن النظرات فيما بينهنّ باستغراب!

تساءلت أحلام :
-
في أحد منكم عزم بنت، أو طالب مطعم، أو شي؟

    أومأن برؤوسهن نافيات. فذهبت لتفتح الباب، فوجدتها فتاة غريبه! شعرها لونه يميل إلى الارجواني، ترتدي تنورة طويلة كلون شعرها، وقميصًا أبيضًا، تبدو على وجهها ملامح مترهّلة بائسة. سألتها أحلام عمن تكون، فأجابتها بصوت حزين:
-
أنا زميلة جوري بالدوام، توني رحت بيتها اسأل عنها .. فقالت لي زوجة أبوها انها بشقتها، وعطتني العنوان .. وييتكم. ودي أتطمن عليها، وأتأكد انها حيه.

    تفحصت أحلام وجهها، وسألتها:
-
منو أقولها؟

     مسحت الفتاة دمعتها، وأجابت:
-
إسمي آسية.
-
اوك .. انطريني دقيقه، وارجع لج.

     دخلت أحلام، وأخبرتها عن آسية. فقالت جوري:
-
اي هذي معاي بالدوام ... بس غريبه يايتني بهالحزه! خليها تدخل.

ذهبت أحلام لتدخلها، فدخلت آسية، ولما شاهدت جوري واقفة أمامها .. اندفعت إليها ترتمي بين أحضانها تبكي .. قائلة:
-
ولهت عليج يا قلبي ... والله لما سمعت بخبر وفاتج حيل تضايقت .. تمنيت اني مكانج.

    ربتت جوري بيدها على شعر زميلتها، وقالت:
-
لا يا قلبي .. بعيد الشر عنج .. فديتج تسلمين لي.

     أبعدت آسية جسدها عنها، وجلست على الأريكة المقابلة، وقالت:
-
آه يا حبيبتي .. افتقدتج .. تقطع قلبي لما سمعت خبر وفاتج! بس لما وصل لي خبر انج حيه .. ما تدرين شكثر استانست رغم الصدمة الشديدة. حتى أخذت اجازة اليوم، عشان بس أمرّج الصبح وأسلم عليج. ما قدرت أصبر لين ترجعين للدوام.

     كانت حينها نظرات الفتيات متوجهة نحو جوري، وكأنهن يخبرنها أنْ تتعجل، فالوقت يمضي! فقالت جوري لزميلتها:
-
آسية حبيبتي ... أنا وايد مستانسة انج ييتي وسلمتي وسألتي .. بس ودي استئذنج لأنْ بروح المستشفى عشان عندي مراجعه، ولازم أكون هناك قبل الساعه عشرة.

   نظرت آسية إليها بطرف عينيها، وقالت مازحة:   - تصريفه يا جوري؟
- لا مو تصريفه ... بس والله لازم أقوم الحين .. وهم ما ودي تمشين! بس اعذريني تكفين!! إن شاءالله الايام اليايه نقعد مع بعض، ونسولف لين تشبعين.

رغم أنّ آسية أحست بضيق إلّا انها رضخت للأمر الواقع، وقامت مودعه، قائلة:
-
ما عليه حبيبتي .. اعتذر اني ييت بوقت غلط بس يكفي اني تطمنت عليج، وترى رقمي القديم مثل ما اهو، فممكن اتصل فيج هاليومين .. لأن ودي أستشيرج بموضوع!!؟
-ما تقصرين والله .. فيج الخير والبركة. انطر اتصالج حبيبتي بأي وقت .. وابشري من عيوني.

     غادرت آسية الشقة، وبعد دقيقة كاملة .. خرجت الزهريات، منطلقات إلى شارع الخليج.

***

      في شارع الخليج .. كان مشعل قد وصل إلى مكان تجمّع رجال الدّاخلية. فسلّم على اللواء، وعلى القنّاص صديقه.


     وكان هادي مستعدًّا ،ومتحمّسًا للقنص. وبينما هو ممسكًا سلاحه، ومتهيّأً للقنص، موجّهًا فوهة بندقيته ناحية العمارة، التي بها العصابة، رأى طيرًا في السّماء .. فشدّه، ووجّه سلاحه ناحيته ليصطاده. فقال له شهيد مشدوهًا:
-
شفيك هادي؟ ترى الهدف هناك صوب العماره مو فوق !

    رد هادي معترضًا:
-
شفيييييك ولد عمي .. آنا جفت هالطير وعجبني .. فقلت بصيده لأنّه دخل براسي.
-
ياخي مو وقت صيد! خل الصيد بوقته.

     تنهد هادي، ووجه سلاحه ناحية العمارة من جديد.

     قال مشعل:
-
متى بيطلع الموكب؟

    رد شهيد:
-
دقايق ويطلع. وعلى فكرة ... تركت صوب العماره من يتكلّف بمهمة القبض عليهم .. في حال محاولة الهرب.

   قطب مشعل جبينه، وسأل:
-
منو بالضبط؟

    أجابه شهيد مبتسمًا:
-
مخبره حالها حالك .. ذكيه فطنه، وعندها مهارات قتالية .. ومعاها مجموعة من الشرطيات المتدربات لهالمهام الخطرة.
-
مخبره!! أعرفها؟
-ما أعتقد، لأنْ أمس تذكّر إني ما عرّفتكم على بعض!   
عند ذاك خرج الموكب ... فقال شهيد لمنْ معه:
-
كا الموكب طلع .. استعدّوا.

***

     كانت الناظرة آمال، في تلك اللحظة، تبحث عن الطالبة شُروق، لكنّها لم تجدها، فاستغربت من غيابها .. وسألت الأستاذه مزنه عنها، فأجابتها بأنّها لم ترها منذ يومين!!! ثم سألتها عن الاستاذه حوراء، والأستاذه ملاك، فأجابت، بأنها لم ترهما اليوم فقط !


     ثم قالت مزنة بهمس:
-
أستاذه آمال ... الأيام اللي فاتت، كانت حوراء تغيب وايد، أمّا ملاك، فكانت تصرفاتها غريبه صراحه .. فمادري شفيهم!
-
من متى حوراء تغيب؟ مو من عوايدها.
-
صارلها اسبوع تهمل الحضور .. مرّة تداوم، وجم مرّه تغيب! مادري ليش أحسها تمر بظروف أو مادري! ما ودي أظلمها .. بس ياليت تتأكدين منها.
-
انزين .. وملاك شسالفتها؟
- أبله ملاك غريبه! مرات أراقبها من بعيد، تتحجى بالتلفون بشكل مريب! وعيونها كانت تراقب الطالبه شروق!! هالشي خلاني أخاف على البنت منها. خصوصا ان أختها تعرضت للقتل قبل فتره. وملاك نقلت عندنا بعد هالحادثه. 

    رمقتها الناظرة بحده، وسألتها:
-
شقصدج يا مزنه؟ تقصدين ان ملاك مجرمه؟

    ردت مزنه بابتسامة مضطربة:
-
لا لا لا لا .. ما قصدت جذي، بس نظراتها تخوف! هو مجرّد إحساس مو يقين.

    أخذت آمال نفسًا عميقًا، وقالت:
-
بالعكس، أنا معاج بهالاحساس .. حتى لاحظت تصرفاتها غريبه!! ونقلها المفاجئ لهالمدرسة .. خلاني أشك فيها من البداية، بس ما كان عندي شي يثبت! وكلامج هذا .. أثبت لي صدق احساسي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )