الاثنين، يوليو 21، 2014

(( .. رواية: قبضة الهَلاك .. ))





الفصل الثالث والعشرين


مجزرةٌ في العمارةِ



    بعدما خرج موكب الوزيرة ليسير على شارع الخليج .. تذكّر مشعل أمرًا حينها، ووجه سؤالًا لشهيد:
-
تصدق نسيت لا أسأل هاجر عن إيمان المخطوفة!!! ما قالت لك شي عنها؟

    أجابه شهيد باهتمام:
-
بصراحه، قالت انها موجوده في غرفه مقفلين عليها الباب .. وكانت مقيده بالسلاسل! والحمدلله انها حيّه.
-
بس ليش ما أنقذتها؟

تنهد شهيد، وأجاب:
-
للأسف لا، لأن أبواب الغرف بالشّقة مزوّدة بتقنية متطورة، بحيث ما تفتح إلّا بأصوات ناس معيّنة. أمّا باب غرفة الزّعيمة، فكان مفتوح لحظة شربها للشّاي، عشان جذي .. قدرت هاجر تدخل غرفتها.

     قال مشعل بعد صمت:
-
حسافة، عاد لو ندل شقّتهم بالضّبط، جان استعنّا بنبراس!

مضى وقت قصير من الصمت، ثم قال شهيد:
- ما قلت لي، شنو تفسير كلام الأركة الغريب؟

رد مشعل بابتسامة:
- بكل بساطة، الحوت هو الموكب، ورأسه هو الوزيرة، والأركة هي نفسها الزّعيمة.

هزّ شهيد رأسه مدركًا:
-الحين راح نخلي الحوت هو اللي يهشّم رأس الأركة.



***

في تلك اللحظة ... وصلت الزهريات بالقرب من العمارة المقصوده. ولسوء حظهن، لم يستطعن المضي أكثر .. بسبب الوجود الأمني الكثيف في ذلك المكان.

    ركلت فاطمة صخرة، وقالت بغضب:
-
شسالفه!! يعني ما نقدر نصعد لهم من ورى العمارة، وننتقم !!

    علّقت أمل بدهشة:
-
توقعت وجودهم الأمني بس مو لدرجة انهم يوقفون صوب المكان اللي ما توقعت أحد يوقف عنده !!!!

    سألت ليان صديقتها أمل:
-
دام الشرطة يدرون بمكانهم ... ليش ما يقتحمونهم؟ 

    أجابتها أحلام، وهي تشير ناحية مجموعة من الشرطيات، وبينهن فتاة ترتدي الزي المدني .. يتأهّبن لدخول العمارة:
-
شوفي هناك ... أعتقد انهم ناطرين إشارة عشان يدخلون!! يعني مافي أمل ندخل عليهم.

    علقت جوري قائلة:
-
خلاص بعد شنسوي!!! بنظل تحت. إذا قدروا ينحاشون ... ناخذ ثارنا، وإنْ مسكتهم الشرطة .. فهم راح يلاقون جزاهم !

     قالت نوره ساخرة:
-
يلاقون جزاهم!! ما أتوقع! الواسطات ماشيه يا حبيبتي .. وأتوقعهم بيقعدون لهم جم سنة ويطلعون. طبعًا، إذا ما طلعوا بكفالة بعد جم يوم.

   ردت جوري:
-
والله مؤيدة كلامج، وبنفس الوقت مو مؤيده صراحه ... لأن دام هالقضية طاحت بإيد اللواء شهيد .. فالواسطة ماراح تلقى لها مكان في قضيتهم.

***

    في الدّور السّابع من تلك العماره المتهالكة، المهجورة من البشر .. كانت عصابة الأركة في الغرفة المطلة على شارع الخليج. فالزعيمة قد تنكرت بشكل جديد، حيث ارتدت شعرًا مستعارًا قرمزيًّا، ووجه لشابة سمراء. وكان معهم شاب يرتدي نظارات طبيه، ومهيّئًا سلاحه القنّاص لاستهداف الوزيرة.

قالت الزعيمة، وهي تضع يدها على رأسها:
-
ياااي شنو هالشاي اللي شربناه أمس!! سبب لي صداع
!

   ثم سألت فستقة:

-وين بندقة؟

-اتصلت عليها أكثر منْ مرّه بس ما ردّت، بس بتّصل عليها شوي، وأشوفها.

     ثم وجهت الأركة سؤالًا إلى ندى:
-
شصار على القطوه السودا؟

    أجابتها فيما تقوم بتعبئة سلاحها:
- مريم تقوم بواجبها معاها .. والأمور ماشيه تمام.

     كانت الأفعى مُطرقة رأسها، وكأنها حزينة، تفكر بشي ما، فقالت حين لم تستطع تمالك نفسها:
-
ليش ما تركتوني مع بلّو؟ إذا قصدكم عشان القناص .. فتقدرون تتصرفون معاه !

    رد القناص، وهو مازال على وضعيته:
-
بس محد يفهمني غيرج يا الأفعى !
-
عارفة، بس مهمتي مع بلّو .. هي أهم من مهمتي هذي! 


     علقت نوف على كلامها:
-
والله شوفي ... اللي يصدر الأوامر هني هو آنا!! مو انتي ولا غيرج!! بلّو رفيجتج وأقدّر هالشي .. بس لما يتعلق الأمر بمهمة خطيرة .. اتركي كل عواطفج ورى!! فلا تضيعين علينا الوقت.

    حينذاك، قالت فستقه، التي كانت تراقب المكان من خلال نافذة أخرى، بنبرة يملؤها الخوف، والاستغراب:
-
بصراحه انا مستغربه!! لما يينا قبل شوي .. ما كان في شرطة عند هالعماره! بس الحين صايرين حواليها، وحتى هيلكوبترات الداخليه تطير فوق!! شصاير؟ 

    اضطربت العصابة قلقًا. فقالت ندى، وهي تنظر ناحية سلوى:
-
توقعت انه بيكون بينا خونة وجواسيس لأمن الدولة!! هالشي أبدًا ما استبعدته.

    ردت عليها نوف موبخه:
-
ندى! ترى ما أرضى تقولين هالشي عن اختي!! لا يمكن انها تسوي جذي فينا .. فاهمه! وبعدين ترى احنا مو متأكدين انهم دروا بعمليتنا هذي أو لا، فيمكن يكون وجودهم هني روتيني!!!

    قال القناص، حين لمح، بواسطة المنظار، سلاحًا لقناص الدّاخلية .. يبعد مسافة طويلة .. موجهًا فوهته ناحية العمارة:
-
والله يا الزعيمة .. أعتقد انهم فعلا دروا! لأن في قنّاص قاعد أشوفه موجه سلاحه صوبنا! فما أتوقع أنّه يكون صدفه.أو شي روتيني 

      زفرت الزعيمة، وكتّفت يديها، وشردت بنظرها على نقطة أمامها، ثم قالت:

- عيل أكيد بينا جاسوس! أو يمكن الوزيرة بلغت الداخليه بهالشي !

     ردت عليها سلوى:
-
حتى لو دروا، فهم ما يعرفون احنا وين مكانّا بالضبط!! أكيد وصل للداخليه خبر. والجاسوس الله أعلم منو بيكون.

    صرخت الأفعى عليهم:
-
شفيكم ما تتحركون!!! سووا شي ... قبل لا ييون هني، وتكبر المشكلة.  

     قالت نوف بهدوء:
-
لا تحاتين ... ما عندهم دليل ضدنا عشان يمسكونّا. 

    قال ذو النظارات في تلك اللحظة:
-
يا زعيمة .. الموكب قريب بيوصل!!! أرمي الرئيسة ولا أوقف !!

    أجابته بعد تردد:
-
لا .. وقف! مضطرّه أغيّر الخطة .. لأنْ بهالحاله، صعب ننفذها بوجود أمني كثيف .


     سكت الجميع، مؤيدين فكرتها. ثم أمرتهم بالنزول بعدما يذهب الموكب، ويغادر رجال الداخلية بعيدًا.

    بعدما ابتعد الموكب، قالت نوف في حسرة:
-
من حظج يا أشواق ان الموكب مرّ بسلام! لكن صدقيني، الأيّام اليايه .. راح تحسم اللي بينا.

    شعرت العصابة، بعد ذلك، بأنّ رجال الداخليه قد ذهبوا، وأنّ الوضع أصبح آمنًا .. فأمرتهن الزّعيمة بالنزول. فلما وصلن عند الباب الخارجي .. كان في انتظارهنّ فتاة ترتدي زي ضباط الشرطة، برتبة نقيب.

    أوقفتهن قائلة، وهي تعرض عليهم بطاقتها:
-
معاكم النقيب سناء، منْ وحدة مكافحة الارهاب ... ممكن أعرف وين زعيمتكم؟ 

    توقفت العصابة مشدوهين من وجود النقيب هنا! فأجابتها ندى:
-
عسى ما شر؟ شتبون من زعيمتنا؟
-
معاي قرار إلقاء القبض عليها من النيابة العامة ...... 

     وأردفت بنبرة مريبة:
-
وعلى عصابتها بعد !

     ثم أشارت النقيب بيدها عاليًا، فخرج خلفها مجموعة من الشرطيات، وكانت تلك المجموعة بقيادة الملازم أول العنود.

  ابتسمت نوف بثقة، وقالت لعصابتها:
-
الظاهر هاليوم راح يكون حافل بالمتعة والإثارة .. ولا شرايكم!؟

  نظرت إليها النقيب مستغربة، قائلة:
-
عفوا!! شنو قلتي؟

      رفعت نوف يدها، ففهم أفراد عصابتها إشارتها، فقذفنّ بأنفسهنّ خلف الأعمدة القريبة، وسط دهشة الشرطيات. وبقيت الزعيمة أمام نساء الداخلية، قائلة:
-
الحين، راح تبدي الملحمة.

      رفعت النقيب سناء سلاحها في وجهها، مهدّدة:
-
أقول، امشي معانا للمخفر بطيبج وبكرامتج! وخلي عصابتج تطلع ويمشون معانا. فلا تخلينا نضطر لاستخدام السلاح.

     ضحكت نوف قائلة:
-
بكرامتي؟ نشوف الحين منو يرجع لبيته بكرامته.

    قامت نوف بركل سلاح النقيب، ثم قذفت بنفسها جانبًا نحو اليسار، تحتمي بأحد الأعمدة. فانطلقت ناحيتها رصاصة من إحدى الشرطيّات، لكن لحسن حظ الزعيمة، أنّها استقرّت في كتفها الأيمن.

     أخرجت العصابة أسلحتهن. فبدأت فستقة بقذف القنابل اليدوية ناحية الشرطيات، فانفجرت عليهن، وقتلت منهن ثلاثة، وخلّفت بعض الجرحى! ثم أتت دفعة أخرى غيرهنّ، بينما يقوم المسعفون بحمل الجرحى، وعلاجهم في سيارات الاسعاف.


     ثم اتصلت الزعيمة بالذخيرة الرمادية، تخبرها بترك القطة السوداء في المحبس، والإتيان لمكان العمارة، ومعها الرّاكون فورًا. ويبقى الأناكوندا في الشّقة مع إيمان وبلّو.

    أخرجت حينذاك، سلوى مسدسان، وقامت بإطلاق النار نحو الشرطيات! وبعد ثوانٍ معدودةٍ، صاحت النقيب سناء، وكانت مختبئة خلف الحائط، خارج العمارة:
-
مجموعة باء ... يلا دوركم !

      خرجت المجموعة بقيادة الملازم أول عهود، فأصدرت أمرها مباشرة، لمجموعتها بقذف القنابل ناحية العصابة! فبدأن بقذفها. فوقعت قنبلة بجانب فستقة، وكان مكان القنبلة بجانبها. فلو خرجت لتحملها، وتلقيها بعيدًا عنها .. فستكون عرضة لإطلاق الرصاص !كانت مذعورة، وهي تنظر ناحية القنبلة، ولم يكن لديها متسع من الوقت للتفكير! فقررت أنْ تكون حركتها سريعة .. كيْ تصل إلى القنبلة دونما أيّ إصابة، أو على الأقل لو أصيبت، فتكون في مكان يمكن معالجته. ثم تقذف بها ناحية الشرطيات. 

    قفزت بسرعة ناحية القنبلة، فحملتها، وقذفتها ناحيتهن. ثم تدحرجت لتعود لمكانها. وقبل أنْ تصل خلف العمود، انطلقت ناحيتها أكثر من خمسين رصاصة، فأصابت أماكن متفرّقة من جسدها أكثر من عشرة رصاصات، ولم تستطع إكمال تدحرجها، فبقيت في مكانها ساكنة تتأوّه من شدّة الألم. 


   لسوء حظ بعض الشرطيات، لم يستطعن إدراك أنفسهن بالهروب من القنبلة، فانفجرت ناحيتهنّ، وقتلتهنّ على الفور.


   عند ذاك، صاحت ندى تنادي صديقتها المجروحة، لكن لا مجيب! فهاجت غضبًا، وخرجت من مكانها، حاملة سلاحها الكلاشينكوف، فقامت برشّ من أمامها بشكل عشوائي، وهي تصرخ غاضبة! فقتلت خمس شرطيات. 

   ثم قذفت بنفسها فوق فستقة، ثم تدحرجت سريعًا بها إلى خلف العمود، لتطمئئن عليها، وكان مازال قلبها ينبض، لكن حالتها خطرة !

      عند ذاك، قالت النقيب سناء:
-
شهالعصابة الخطرة! وربي ما شفت بحياتي عصابة جذي! خل اتصل باللواء شهيد .. عشان نطبق الخطة جيم.

    اتصلت النقيب باللواء شهيد، وأخبرته بالعمل على تطبيق تلك الخطة، فوافق عليها. وبعد لحظات، سمعوا صوت صافرات الشرطة خارجًا، وأصوات طائرات المروحية قد عادت من جديد! 


    فقالت نوف بحنق:
-
رجعوا قوات الداخليه!! ما ودي تكون نهايتي هني!! لازم نسوي شي عشان ننحاش من هالمكان العله !!!

كان ذا النظارات، واقفًا بجانب الأفعى، فقال لرفيقته:
-
عندي طريقه بس أتمنى تنجح. 

   ردت الأفعى:
-
شنو هي؟
-عندج القنابل الخادعة؟
-اي عندي بس ما أقدر أستخدمهم الحين، لأن صوتها مزعج، وأخاف تضر الزّعيمة.

   جال الشاب ببصره حوال المكان، فوجد نافذة تطل على الخارج، فقال لرفيقته:
-
لا تحاتين، انا اللي راح احذف القنبله عليهم. وبما ان تركيزي قوي .. فراح احذفها بمكان .. تخليها توصل عندهم، وتكون حدّة صوتها أخف بالنسبة لنا.

    لم تجبه الأفعى بالموافقة أو الرّفض. فألح عليها لتوافق.

     
   فقالت له:
-
انزين .. وشنو بتسوي عقبها؟

    رد عليها بابتسامة ثقة:
-
طبعًا اهم عبالهم انها راح تقتلهم، فيضطرون ينحاشون شوي بعيد. أما احنا، فراح نسحب الشرطيات اللي طايحات على الأرض. والباجي عاد .. انتي عارفه شنو نسوي.

   ارتسمت الدهشة على وجه الأفعى، ثم ابتسمت قائلة:
-
تصدق .. هالشي ما طرى على بالي أبدًا! عيل هاك خذ هالقنابل ... أعتمد عليك.

      أخذ ثلاثة من القنابل الخادعة، ثم قام بقذفهابدقة، خارجًا. فتراجعت نساء مكافحة الارهاب، ثم دوى صوتٌ عالٍ من القنابل، كاد أنْ يهزّ المكان، ثم خرج منْها دخان أسود كثيف، بحيث منع الرؤية تمامًا.



    فقال الشاب:
-
يلا الحين .. كل وحده منكم تسحب شرطيه.

   ابتسمت نوف متفهّمة لمقصده، فقامت تتحامل الألم، وسحبت شرطية، وكذلك باقي العصابة، ما عدا ندى، التي كانت تهتم بفستقة .. الغارقة في دمائها.

   وحين اختفى الدخان .. رجعت نساء المكافحة، فلم يجدوا العصابة!


    تقدمت النقيب سناء بحذر تراقب المكان، ثم أشارت للملازمان بالتقدم، ومعهما ما تبقّى من المجموعتان. فلاحظت الملازم العنود وجود فتاة تحتضن فتاة أخرى مضرجة بدمائها، فصاحت:
-
نقيب سناء ... لقيت وحده منهم !

    جاءت النقيب، ولما نظرت لحال فستقة، تحدّثت مع اللواء شهيد، عبر اللاسلكي، تطلب منه إرسال المسعفين إلى الداخل. ثم أمرت قوّاتها بإلقاء القبض على ندى.

    قامت ندى مستسلمة منهارة تبكي، فوضعوا الأصفاد على يديها، وأخذوها إلى المخفر، ثم دخل المسعفون سريعًا، فحملوا صديقتها إلى الأسعاف لعمل اللازم، حالما تصل إلى المستشفى القريب.

    ثم صعدت النقيب إلى الأعلى باحثة عن العصابة، وخلفها الشرطة النسائية، بل وجاء الاسناد من رجال الشرطة، وقوات أمن الدولة، ومكافحة الارهاب. ثم قام رجال الأسعاف بحمل بقايا الجثث خارجًا.

    حينها، دخل اللواء شهيد، والقناص هادي، والمخبر مشعل، ودخلت خلفهم المخبرة السرية، التي قالت:
-
أهلا شهيد، الخطة ماشية بالتمام .. وكنا بنقضي عليهم بس لو مو ذيج القنابل اللي خدعتنا.

    استدار شهيد إلى الخلف، وقال:
-
ممتازه يا ملاك ... قد الثقة وقدودها. واهم ما راحو بعيد، فلا تيأسين.

    التفت مشعل إلى ملاك، فلما رأى وجهها .. دهش، وقال في نفسه:
-
هذي جني مره شفتها عند مدرسة حور! كنت استغرب من شكلها بذيج اللحظة!! طلعت آخرتها مخبرة! بس شعندها بالمدرسة؟! 

    قالت ملاك للقناص:
-
شلونك هويدي؟ شلون معنوياتك مع القنص؟

     رد مستاءً، وهو يشير ناحية شهيد:
-
هذا بط جبدي .. جفت خوش طير فوق بالسما .. كنت بصيده بس ما خلاني  !

     ضحكت ملاك قائلة:
-
غريبه حضري يهتم بالقنص .. آنا اخبركم تحدقون بالبحر.
-
اي يبه شفيج ملاكوه ... آنا هم أحب البر والطيور، بس البحر طبعًا وايد أحلى.

    قاطعهما شهيد، بقوله:
-
خلو سوالفكم هذي بعدين .. لأنْ عندنا مهمة أهم. يلا خل نصعد ورى الشرطيات ندور العصابه
.

  وأثناء صعودهم، نظرت ملاك ناحية مشعل، وقالت بذهول:

-هذا أنت؟!


 رد مشعل بذهول أكبر:

-عسى ماشر؟


  ظلّت صامتة، وبقيت في حالة من الصّدمة للحظات، ثم أجابته:

-ما شرّ بس كنت مشتبهة فيك صراحة.


 توقّف شهيد، ونظر إليها، وقال لها:

-تشتبهين بمشيعل؟

-لأن لما كلّفتني أراقب صاحب مكتب الخدم، لقيته عنده، فاشتبهت فيه وصوّرته. وهم مرّه بالمستشفى، لما كان مرقّد بسبب بوفيه الفضائيين .. لقيت الشخص نفسه عنده، فتنكّرت بشخصية ريّال، ودخلت جناح الرّياييل بوقت متأخّر من الليل، عشان آخذ راحتي باستراق السمع منهم من ورى باب غرفته! ولما رحت مستشفى الأميري أمس .. عشان أشوف الأستون مارتن، اللي شفتها صدفة تدخل مواقف المستشفى، لقيته واقف عندها. فاستغربت، وزاد شكّي أنّه مع العصابة، بس لما شفته الحين معاك .. انصدمت!! شي غريب صراحة.


  كان وجه مشعل، قد امتلأ بعلائم الصدمة، ثم ضحك قائلًا:

-وأنا عبالي انتي منهم! ولحقت وراج .. وآخرتها طلعتي حتى انتي مشتبهة فيني؟! دنيا عجيبة.


  قاطعمها هويدي، قائلًا لملاك:

-تشتبهين بمشيعل حبيبي؟ هذي فيها أحلى عشى حق حبيبنا المخبر.


 علّق شهيد ممازحًا:

-إي عاد مشعل بطيني، ما يطوّف هالأمور.


 ضحكوا جميعهم، ثم أكملوا مسيرهم إلى أعلى.




__

مرادفات:

العلّه: الشيء الذي يجلب الضّجر.
جفت: بعض الحضر يستخدم ال(تش) بدل (الشين) فنكتبها بهذا الشكل.




هناك تعليقان (2):

  1. أحداث حافلة جدا .. مازلت متابعة لابداعك ومتشوقة للقادم /سراري

    ردحذف

( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )