الخميس، يوليو 03، 2014

(( .. رواية: قبضة الهَلاكْ .. ))




الفصل الخامس


عملية اغتيال 




      عندما انتهى المريخيون من تناول البوفيه، ذهبوا إلى فندق راديسون ساس، وهو عبارة عنْ سفينة ضخمة راسية على بحر الخليج في شارع البلاجات، قد حجزه لهم أحد أثرياء البلد، ليقي فيه الضيوف الفضائيين.

     وبعد المغرب .. خرجت تشيريف تجلس على الشاطئ، فرأت المنظر الذي يجلب السكون، فقالت:
-
امبيه ! المنظر يجنن ... هدوووء هدوووء هدوووء، بس مع ذلك جوعانه. ودي اكل ذيج السمينة. ياااااي والله لأروح الحين ادور عليها وآكلها ... اشتهيت لحمها الطّري.

   ثم تساءلت في نفسها:
-
بس لحظة! شلون بعرف مكانها؟ همم اييه تذكرت! تشيمير راح تقولي .. لان عندها خمس قرون استشعار، وعيونها فيها كل الاحداث اللي مرينا عليها!!! فراح استعين فيها .. ماراح تردّني، فديتها.

   انطلقت الى غرفة تشيمير، فطرقت الباب، فسمحت لها بالدخول، فلما دخلت سلمت، وقالت :
-
بالله يا صديقتي العزيزه ... أبيج تساعديني؟

     كانت تشيمير تكتب مذكراتها اليومية، فتوقفت عن الكتابة، ونزعت نظارتها، وردت:
-
خير شعندج؟ يا كثر طلباتج.

     جلست تشيريف بجانبها، وقالت:
-
قلبي انتي .. أكو بنت اليوم عاجبني الميك اب حقها ... فودي اشوفها بعيونج عشان تدليني مكانها.

     تأففت تشيمير وقالت:
-
وبعدين معاج؟ حتى هني ميك اب؟ لا تنسين ان احنا جينا عشان نعقد صفقات .. مو عشان ميك اب وهالسوالف.

ألحّت تشيريف عليها:
-
بالله عليج  ... اقسمت عليج الله انج ما ترديني ... والله ميك ابها عاجبني حيل حيل حيل .. لا ترديني عاد !

سكتت تشيمير، وبعد برهة، ردّت:
-
تشيريف، انا مو فاضية، ممكن تطلعين برى؟

     حدت تشيريف النظر إليها، واجابت:
-
اوك مو مشكلة بس والله بتندمين ... نطري عليّ بس!! ما اطلع انا تشيريفوه ان ما خليتج تندمين.

     ردت ساخرة:
-
انا خفت تصدقين! يلا انقلعي برى وسكري الباب وراج. اف !

     خرجت تشيريف واغلقت الباب، ومضت إلى الخارج وهي تقول:
-
انا اراويها هذي .... ترد طلبي ها! أوك مو مشكلة، بتبجين باجر وتجيني لما زوجج يزفج. 

     ولما وصلت عند الباب .. قالت:
-
شكلي بروح ادورها بنفسي .. بلا منّتها ولا منّة غيرها، لان الشي اللي براسي اسويه اسويه.


***


     في تلك الليلة، وبالتحديد في المدينة الترفيهية ... جلست حور على أحد المقاعد تنتظر معالي، التي كانت تلعب (قطار الموت)، وحين انتهت من اللعبة، انطلقتا إلى مسلّة الفضاء. فدار بينهما حديثًا أثناء وقوفهما في الطابور:

       قالت معالي وهي تتذكر لعبة القطار:
-
يااي والله صرخت من قمة راسي .. بس صراحة مممتتتتتعععععة.
-
اي والله .. ضحكت على وجهج لما صرختي! قمت اصورج .. بس غريبة اشوف ان قطار الشعب يخوف اكثر! ليش خفتي هني.
-
بصراحه ما ركبت قطار الشعب، دائما اقول "المره اليايه اركبه" ... بس يمكن أجربه على يوم.

    سمعتا حينها صوتًا من الخلف:
-
سخافة !

   التفتا إلى ذلك الصوت، فكانت تلك الفتاة التي ترتدي الأسود. فقالت لها حور بامتعاض:
-
عفوًا!! شنو سخافة؟

    نظرت فتاة الأسود إليها، وأجابت:
-
ومن كلّمج؟ قاعده احاجي رفيجتي بالتلفون ..!! ما شفتي تلفوني؟
- زين زين خلاص! انا اسفه . اوك!؟

   قالت معالي لصديقتها بصوت خافت:
-
طنشيها شفيج؟ المهم قوليلي شنو هاللعبة اللي واقفين عندها؟
-هاللعبة .. اسمها (مسلّة الفضاء)، عبارة عن قاعة دائرية .. ترتفع ببطئ لين نوصل للاعلى .. عشان نشوف مناظر حلوه .. ثم تنزل بنفس البطئ.
-
همم لا باس فيها ... عيل خل نستغلها ونصور .. عشان ننزل الصور بالانستقرام.

    بعد لحظات .. هبطت المسلّة إلى الأرض، فتقدم طابور الفتيات .. لكنّ فتاة الاسود .. تجاوزت الكثير من البنات، عبر التنقل بالقفز فوق حواجز الطابور! فعلقت حور بانزعاج:
-
هذي شفيها تخطّر وتطلع قبلنا؟



          ثم صاحت عليها:

-         اقول انتي هيه .. لا تحلين مكان غيرج! والله إنّج ما تستحين على وجهج.


     لوّحت الفتاة لها بيدها، وكأنّها تقول "انقلعي، مو فاضية لج". واكملت إلى المسلة ... ولم تستطع اي فتاة أخرى ايقافها، خوفًا منْها!

     ركبت الفتاة داخل المسلّة، وخلفها كانت العصابة الزّهرية، لكن لسوء حظهن ان المكان لم يسع الا لواحدة منهن، فقالت احداهن:
-
شوفوا .. يا نركب كلنا او نبقى هني كلنا .. لين يخلصون دورتهم !!!

    ردت واحدة منهن:
-
مو مشكلة .. نبقى ننطر .. ما ورانا شي.

    ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتيْ الفتاة الاسود، وهي تلقي بنظرها ناحيتهن، ثم تم إغلاق  الباب.

     وبعدما انتهت الجولة، خرجت فتاة الأسود من المسلّة، ورمقت قائدة العصابة الزهرية بنظرات خبيثة، فلمحت إحدى فتيات الزهريات نظراتها تجاههن، فقالت لقائدتها باستغراب:
-
جوري، شوفي ذيج البنت شلون قاعده تخزّج؟

     نظرت القائدة إلى الفتاة الأسود، ودققت في وجهها، فاتسعت عيناها دهشة، وبدت على ملامحها الارتباك، ثم نظرت إلى الأمام بحركة سريعة، وقالت:
-
 أمل ... طنشيها! وامشي وانتي ساكته.

استغربت صديقتها، فقالت:
-
تعرفينها؟

ردت جوري بنبرة غضب:
-
قلت لج امشي وانتي ساكتة !!!!!

    دخلت العصابة إلى المسلّة، وجلسن على المقاعد، ويجلس بالقرب منهن معالي وحور. وبعد دقيقة .. صعدت  المسلّة للأعلى. وعندما وقفت في الأفق، قالت معالي باعجاب وهي تتأمل المنظر، وأنوار الشوارع تتلألأ كأنها النجوم:
-
امبييييييييه!! منظر ولا في الخيال! بصور لي جم صورة واحطهم بالانستقرام.


    حين ذاك، سمعت أمل صوتًا كعقارب السّاعة! فبحثت عن مصدر ذلك الصوت، فوجدت اسفل المقعد الذي بجانبها ... هاتفًا مربوطًا بقنبلة صغيرة، كُتب على ورقة ملصقة على الهاتف:
"
إلى الجحيم يا جوري "

      وموقعة بصورة (قطٍّ أسود). فتوترت ! ورجعت إلى قائدتها، وهمست لها:
-
مادري شقولج!!! بس لقيت شي يخوف ... يخوف.
-
عسى ماشر؟

فأخبرتها بما رأته، فتسمر جسد جوري، ثم أطرقت برأسها، وقالت:
-
الله يدمرهم! شكلهم فعلا جادين بتهديدهم !

سألتها أمل بلهجة حائرة:
-
جادين؟ شقصدج؟
-ما عليه .. المهم وين هالقنبله؟

     أشارت إلى مكانها، فقامت جوري ناحيتها، وانحنت عليها، وأخرجتها، فتفحّصتهما جيدًا، وتمتمت:
-
هذي ممكن تفجّر المسلة بكبرها، وقتل من فيها! 

      ثم قالت لمن هناك بهدوء:
-
بنات اتمنى تبقون هاديين شوي .. لاني ...


    قاطعتها بعض الفتيات:
- عسى ماشر؟

أشارت إلى حيث الهاتف والقنبلة ، وقالت:
-
اكو قنبلة هني ... قادره على قتل كل من في هالمسلة !

     اضطربت البنات حين سماعهن كلمة (قنبلة)، فحاولت بعض البنات تهدئة الوضع، وثلاث بنات أغمي عليهنّ من الخوف. أما معالي فقد أمسكت بيد حور، تقبضها بقوة، فنظرت إليها حور، ولم تتكلم بكلمة.

    صاحت جوري:
-
بنات ممكن تهدأون شوي!!! ترى بجذي .. إحنا ماراح نقدر نحل المشكلة مع القنبلة! قعدوا خلّوني أحاول أعطّلها.

ردت إحداهنّ:
-
تعطلينها؟ تقصدين انج تشتغلين بإدارة المتفجّرات؟

ردت جوري بابتسامة واثقة:
-
هذا سرّ ! الأهم من هذا .. هو اني راح احاول معاها.

وبعدما قالت كلماتها ... اهتزت المسلّة! ومن ثم توقّفت في مكانها، ولم تنزل. فتساءلت معالي بدهشة:
-
لا يكون اختربت المسلّة؟

     ألقت بعض الفتيات نظرة إلى الخارج، ثم قالت إحداهن بإحباط شديد:
-
للأسف إي اختربت! الله يستر .. شكلنا بنموت هني.

       اضطربن من جديد، فصرخت جوري:
-
بسكم!!!! قعدوا !!! عبالكم اللي تسوونه بيحل المشكلة؟ وترى للحد الحين .. القنبلة ما بدا مفعولها، فخلّوني أركز عدل، الله يخليكم !!!!


***
  

       استغرب موظفي الصيانة من هذا العطل المفاجئ، فذهبوا ليتفقدوا المشكلة. ولسوء الحظ، وجدوا أنّ أحد الأسلاك قد تم قطعه منْ قبل مجهول، والذي زاد الحظ أسوأ هو أنّ هذا النّوع من السلك لا يوجد منْه آخر، قد نفدت كمّيّته، مما يستدعي وقتًا للذهاب لشرائه! فاتصلوا بالطوارئ ليرسلوا مروحيّة كيْ تنفذ الفتيات.

      في ذلك الوقت، وصلت الفتاة الأسود إلى البوابة الرئيسية، فخرجت منها إلى مواقف السيارات، حيث تنتظرها صديقتها، في سيارتها الفاخرة (آستون مارتون) لونها أحمر مائل للسّواد، فلما ركبتها، قالت صديقتها التي ترتدي تنورة حمراء وقميصًا أبيضَ اللون، في منتصفه رسمت صورة رأس أفعى حمراء، ومرتديةً قبعة سوداء:
-
هاااا يالقطوة السودا ... بشري شسويتي بالخاينة؟

       ردت القطة السوداء ضاحكة:
-
سويت كل اللي اتفقنا عليه بالتمام، وبعد شوي بيبدي مفعول القنبلة .. بس خل اتصل على التلفون اللي حطيته. 

      كادت ان تتصل .. فتذكرت شيئًا، وقالت:
-
مو جنه ناديتيني القطوة السودا؟ مو اتفقنا تنادوني (بلّو)؟؟ ترى مو اول مره تنسين !!
-
يوه نسيت ان اسمج بالانجلش (بلاك كات) وتحبين ندلعه (بلّو). المهم اتصلي فيها خل نستمتع بمقتلها.

      اتصلت بلّو بالهاتف، فاستغربت الجوري من هذا الاتصال، فأخرجت الهاتف، وأجابت قائلة:
-
عفوًا!!

       قالت بلّو بصوت شرّير:
-
الثعلب الأصفر .. أعتقد انج تذكّرتي رمز القطوة السودا اللي بالرسالة؟ ما اتوقعج ناسيته !!!!
-
امبلى اتذكر!! شلون ما اتذكّرج يا بلّو.
-
اي اشوى .. المهم تعتقدين ان زعيمتنا مو جاده بتهديداتها؟ على فكرة ترى بعد دقيقة بالضبط راح يبدأ العد التنازلي عشان تنفجر عليكم .. وبتموتين انتي واللي معاج كلهم يا خاينة. خلي الخيانة تنفعج الحين !

     ردت جوري غاضبة:
-
انزين انا وعرفت ليش تبون تقتلوني، بس ممكن تجاوبيني .. شكو البنات اللي معاي بالموضوع؟؟

     ضحكت بلّو، واجابتها:
-
عصابتنا اهم شي توصل له هو الهدف .. مهما كان المكان او الطريقة اللي بنحقق من خلالها هدفنا. احنا نتبع مقولة مكيافللي (الغاية تبرر الوسيلة)، وما يهمنا كم العدد اللي بيموت او يبقى لطالما قدرنا نوصل للخونة .. يعني انتي بتتحملين ذنبهم !!!!
-
وانا شكو؟
-هالشكو قوليها حق نفسج يالغبية. باي.

      أغلقت الهاتف في وجهها. فضحكت الأفعى الحمراء، وقالت:
-
زين تسوين فيها هالحقيره ... خليها تكون عبرة لغيرها من الخونة. الحين الزعيمة بتستانس وايد لانج قدرتي تقتلين هالسحلية.
-
اي والله. هذي مو بس سحلية .. هذي ماكرة .. تعرف تطلع من المشكلة مثل ما نطلع الشعره من العجين.
-
اي وربي .. ما جذبت الزعيمة لما اطلقت عليها لقب (الثعلب الأصفر). والحين تلبس زهري يعني ناعمة! مالت.

        أخرجت بلّو من حقيبتها منظارًا، وخرجت من السيارة، ووجهت المنظار ناحية (المسلّة) المعطّلة في الهواء، فابتسمت:
-
ياااي المنظر مشوّق .. لو اني اضمن نفسي ما اموت جان ظليت بالمسلة واشوفها شلون تموت عشان احس بالمتعة.


***
    

      بعد مرور دقيقة .. ظهرت مجموعة من الارقام على القنبلة، ثم بدأت الارقام بالعد التنازلي، فانتبهت لتلك الأرقام إحدى عضوات الزّهري، والتي تدعى أحلام .. قالت:
-
جوري !!! شوفي الارقام عالقنبلة، بدات العد التنازلي.

      تنبّهت القائدة ناحية الارقام، وقالت:
-
خمس دقايق!!! ما اعتقد ان هالوقت بيساعدني عشان أعطّلها! الله يستر !

      سألتها أحد الفتيات بذعر:
-
شقصدج؟ لا يكوت تنفجر ونموت ؟

       نظرت جوري إليها بنظرة حادة، ثم مضت إلى واجهة اللعبة الزجاجية المطلة على الخارج، وأجابت:
-
ما لنا غير الدعاء يا بنات! ما أقدر أجذب عليكم، واقول ان في أمل !!!!

ثم عضت شفتيها بغيظ، وأردفت:
-
ذيج الحقيرة النجسة .. تعمدت تخليها تنفجر بعد هالوقت القصير .. لانها تعرف مدى براعتي في تعطيل كل انواع القنابل.

سألتها أمل بدهشة:
-
تعرفون بعض؟

أجابتها وهي مازالت تنظر للخارج:
-الموضوع طويل يا أمّول! ويمكن تنفجر القنبلة .. وأنا توني ما خلصت سالفتي !

         كانت ملامح التوتر والإحباط والأسى بادية على وجوه الفتيات. فأطرقت معالي رأسها، وقالت بصوت بائس:
-
حور حبيبتي ... تدرين شنو أتمنى؟
- شنو ؟
- أتمنى ان اقدر اعيش لساعه زايده!
-
ليش؟

      ذرفت دمعة من عينها، وأجابتها:
-
عشان ارسل حق كل شخص اخطأت بحقه وتس اب، خصوصًا أبلة مزنة .. أعتذر منه قبل لا أموت، وارسل لخواتي واخوي كلمة "أحبكم"!


        ثم نظرت في وجه صديقتها، وأكملت بصوت متحشرج:

- بهاللحظة، أتمنى ارتمي في حضن امي وابوي واعتذر عن تقصيري الشديد بحقهم.

      وضعت حور يدها على ظهر معالي، وقالت محاولة تهدئتها:
-
حبيبتي معالي .. الله يهداج ليش اليأس؟ ادعي الله .. صدقيني بينقذنا حتى لو كنّا في قعر الأرض ! تذكّري أنّه أنقذ النبي يونس عليه السلام في بطن الحوت، وأنقذ خليله إبراهيم من النّار!!! يعني كل شي يصير بإذنه .. مو بذات الاشياء.

      مسحت معالي دمعتها، وتراءت أمام عينيها مواقف مرت بها في حياتها، فقالت:
-
آه !!!! ذكرتيني بأختي رفعه .. لما كانت تنصحني وتقولي نفس كلامج بس للاسف كنت اطنش ! لأني كنت غافلة، بس للاسف ان الوقت انتهى .. وما عاد شي ينفع !
-
لا يا قلبي شهالكلام؟ ادعي الله بهالوقت! والله ماراح يردج خصوصا انج في لحظة ضعف، ومضطرّه! وحالات الضعف يكون الدعاء فيها أقوى للاستجابة ! إذا كان الكافر لما يدعي يستجيب له .. فشلون لو انتي؟ خل ندعي بدل اليأس.


    التزمت معالي الصمت لثوانٍ، ثم تمتمت بدعاء النبي يونس عليه الصلاة والسلام :
-" لا إله إلّا أنت .. سبحانك .. إنّي كنتُ من الظّالمين "

    شعرت معالي براحة تغمر قلبها، فقالت:
-
تصدقين ... أحس براحة عجيبه لما دعيتي هالدعاء العظيم!! أحس ان الله العظيم بيستجيب دعائي ما ادري ليش!! هالدعاء كانت تذكرني فيه رفعه دايمًا، وسبحان الله .. هذي اول مرة أدعي فيه !

      احتضنتها حور، وقالت لها بعينين يتلألآن بالدموع:
-
والله اني مستانسه عشانج ... صدقيني .. الله ماراح يخيب ظنونج .. دامج واثقه انه بيستجيب.

     بعد ثوانٍ .. سمعوا صوت طائرة مروحيّة تحوم حول المكان، وسمعوا أيضًا صوت رجل يقول عبر مكبر الصوت:
-
يا بنات التزموا الهدوء رجاء ... إحنا يايين عشان ننقذكم ... فلو سمحتوا .. إذا بطّلنا الباب .. لا تتدافعون !!!!

     ارتسمت علائم الفرح على وجه معالي، واحتضنت صديقتها، التي قالت لها:
-
شفتي شلون ... قلت لج الله سبحانه ما يرد عبد أحسن الظنّ فيه.

     صاحت إحدى التفيات بفرح شديد، وهي تنظر إلى الطائرة:
-
ياااي، طيارة كبيرة ماركتها (نيبو) المخترع الكويتي .. بتكفينا كلنا بإذن الله.

    قالت إحدى الزّهرياتـ تُدعى فاطمة لقائدتها:
-
جم بقى من الوقت؟

ألقت جوري نظرة على الوقت، وأجابت:
-
ثلاث دقايق! أتمنى بهالوقت ينقذون عالاقل كل البنات .. وأبقى أنا !!!
-
لا حبيبتي... انتي قبلنا ....

     قاطعتها بصوت مرتفع:
-
لا يمكن ان هالشي بيحصل !!!! انا السبب في كل هذا .. وتقولين اني اول وحده بطلع!؟
- بس يا جوري ......

لوحت القائدة بيدها قائلة:
-
ولا بس ! خلاص يا فطوووم سكري الموضوع !

       اخفضت فاطمة رأسها بأسى، وسكتت ! 

       تم فتح الباب، فخرج من أسفل باب المروحية سلّمًا التصق بالمسلّة، فقال الرجل:
-
يلا امشوا عليه وحده ورى وحده لين تدخلون الطياره .. بس بالله بهداوه !

      دخلت معظم البنات إلى المروحيّة حتّى بقيت جوري وفاطمة. 

      قالت جوري وهي تنظر إلى القنبلة:
-
فطوم شتنطرين حضرتج؟ روحي ! ترى باجي دقيقة!! يالله اصعدي للمروحية. أمول وحلومه سبقوج.

     أشاحت فاطمة بوجهها، وقالت:
-
ما امشي إلّا وراج!! أنا عمري بحياتي ما سويت شي قبلج إلّا لما اشوفج تسوينه.

ثم نظرت إلى زعيمتها، وواصلت بابتسامة يملؤها الألم:
-
مو هذا اللي علمتينياه! علمتينا الاحترام والحب بينا قبل كل شي.؟!؟
-بس يا قلبي .. بهالمواقف لازم نقدم عقولنا قبل عواطفنا! السالفة فيها موت يا فطوم!!! مستوعبة هالشي؟
-إي مستوعبة ! والحين اطلعي جدامي !
-
والله ما اطلع.
-
عيل انا والله هم ماني طالعه ! 

نظرت جوري إليها، وقالت:
-
يعني عناد؟ لا تضيعين الوقت يا فطوم! ولا تدرين شلون؟

     قامت جوري بضربها في بطنها بقوة، فأغمي عليها، فحملتها الزعيمة، ووضعتها على السلّم الكهربائي، وقالت للرجل:
-
بالله استلمها! ما بقى الا ثواني وتنفجر القنبلة!

سألها مذهولًا:
-
قنبلة!؟ من صجج؟؟

      أومأت برأسها بالإيجاب.

استلم فاطمة، ووضعها في المروحه، ثم قال لجوري:
- اختي .. الوقت مازال يمر! فياليت تجين معانا؟



هزت راسها نافية:
- صعبه! ما يمديني أمشي على السلّم، وما يمدي تبتعدون إلّا والقنبلة منفجره، وبجذي .. راح نموت كلنا. 

     ثم نظرت على عدّاد القنبلة، وصاحت على الرّجل:
- بسرعه امشوا من هني قبل لا تنفجر ... ويزيد عدد الضحايا!!

      ثم بكت، واختتمت كلامها مودعة:
- أستحقّ الموت!! أحبّكم يا صديقاتي للأبد.

       أمر الرجل فورًا قائد المروحية بالابتعاد سريعًا، فابتعد وبقيت الزعيمة! وبعد ثوان ... انفجرت المسلّة انفجارًا هائلًا. فصاحت صديقتيْها أمل وأحلام:
- جووووري !!!!

     حينذاك، ضحكت الشريرات الافعى والقطة على هذا المشهد. فعلقت بلّو :
- امبيه مو قادره اصبر اكثر! ودي الحين اكون عند الزعيمة، وابلغها باللي حصل. بخليها تسمع التسجيل الصوتي اللي دار بين الخاينة وصديقتها اللي تسوي نفسها فدائيه ههههه مالت والله مالت. مسوين فيها فيلم هندي !
- إي والله مالت عليها. عاد تدرين لو انقذتها الهيلكوبتر شنو اسوي؟ قسمًا لأرميها بسلاحي .. عشان تنفجر ونتخلص منهم كلهم بعد.

     وضعت القطة المنظار والهاتف في الحقيبة، وقالت بحماس شديد:
- يالله بسرعه خل نمشي .. متلهفة ابلغ الزعيمة بكل اللي شفته وصورته وسجلته.

     انطلقت الافعى بسيارتها. وبينما كانت القطة السوداء تنظر إلى السماء .. لمحت شيئًا يجري بسرعة هائلة ، يتلألأ بالأوان، جاء من الخلف، مارًّا من فوقهم. فقالت بدهشة لصديقتها:
- شفتيه؟
- شنو اللي شفته؟
- مادري! شي يمشي بسرعه مشى من فوقنا .. جنه طالع من المدينة !!!!
- يمكن يتهيأ لج يا القطوة السودا !

قالت بلو بضجر:
- انتي هي ... ناديني بلو ! مو قطوة سودا !!!
- خلاص زين ! بلو ! أوك ارتحتي؟

هناك 6 تعليقات:

  1. ياللهول القط الاسود جالب للحظ السيء ف٥

    ردحذف
    الردود
    1. ليس شرطًا ف15
      فالحظوظ أقدار ف14
      شكرًا ف45

      حذف
  2. خيالك رائع استاذي .. فاق توقعاتي /سراري

    ردحذف
  3. خيالك واسع ، استمر بإبداعك

    ردحذف

( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )