الجمعة، يوليو 04، 2014

(( .. رواية: قبضة الهَلاكْ .. ))







الفصل السادس


أبلة غريبة الأطوار








      بعد حادثة انفجار المسلة بساعة، وفي مستشفى الأميري .. كان مشعل يرقد في غرفة خاصة، بعد إجراء عملية غسيل معده على يد الدكتور الذائع الصيت عالميًا، والمشهور بحنكته وعلمه وخبرته في علاج امراض كثيره، الدكتور يعقوب الصّدّيقي.


وكان في الغرفة أصدقاء مشعل، وبعضًا منْ زملائه الموظفين في العمل. وكان الدكتور يقوم بفحصه. وحين خرج، تبعه نبراس، وسأله عن حال صديقه. فأجابه:

-         تطمن .. تطمن، غسلنا معدته بكلوركس وديتول وتايد الجديد، والحمدلله صحته قاعده تتحسن.

رد نبراس متسغربًا:
-
انت من صجك؟ تبي تقتله؟

-لا يمعود أتغشمر ... رفيجكم هذا اصلا حتى مخه يبيله غسيل هههه احسه انسان غبي، ما يستوعب بسرعة! ما عليه، المهم ان العملية نجحت الحمدلله، وانت تطمن وريح بالك يا مخترعنا المشهور. 

     ابتسم نبراس بزهو، وقال:
-
جذي تحرجني صراحة.

      عندها جاء شاب أنيق جدًّا بثيابه، يرتدي بدلة إنجليزية رسمية، لونها وردي، وربطة عنق أرجوانية. ويحمل بيديه بوكيه ورد كبير جدًّا، قد غطّى وجهه. وعلى ساعديه أكياس كثيرة تحمل الحلوى والعصائر وغيرها. فدهش نبراس وقال:
-
اوه! أنت أكيد سعود الغانم!!! يخرب بيت بليسك! شجايب لمشعل؟ ليش مكلف نفسك !

    أخرج سعود رأسه من جانب البوكيه، وقال:
-
مشعل حبيبنا ويستاهل. وين احصله في اي غرفة؟

رد الدكتور مشيرًا لغرفته:

       - بهالغرفه.
  حين دخل سعود، قام عبدالرّحمن، الذي توسّعت عيناه دهشة بقدومه المفاجئ:
- سعود! حمدلله على سلامتك! وين كنت يالقاطع؟

     وضع الثّري البوكيه على الطاولة، والأكياس داخل الدولاب، واجاب:
-
والله توني ياي من سويسرا ... هناك كنا نأثث بيتنا، فلما وصلي واتس اب ان مشعل مريض .. قلت برجع على اول طيارة عشان ازوره، ثم ارجع بعد شوي.

     تمتم عبدالرحمن:
-
ايه !! فلوسك واجد!! أصلًا عادي .. الفلوس فتنة ويمكن تدخلني النار هههه 

   جلس سعود، وتوجّه ببصره ناحية مشعل، وقال:
-
شعولي حبيبي .. متى تقعد عشان اسلم عليك وارجع لسويسرا! اف! جو الكويت يخليني اختنق يااي.

    قال عبدالرحمن في نفسه:
-
يا قلبي انت .. لا يعورك جونا بس!!!! لو مو فلوسك جان ما ابتسمت بوجهك .. ولا رحبت فيك.


***


        تم أخذ الفتيات اللاتي تم إنقاذهنّ، إلى مخفر منطقة الدّوحة لاستجوابهنّ فيما حصل. فأمر اللواء شهيد، الوكيل المساعد لشئون الأمن والجريمة، المحققة نوف أن تقوم بدورها .. بالتحقيق معهن حول ملابسات القضية. فأخذتهن إلى قسم تحقيق النساء، وهناك بدأت تطرح عليهنّ واحدة بعد الأخرى الأسئلة الروتينية .. حيال قضيتهنّ لجمع الأقوال.

     ولما جاء دور فاطمة .. أجهشت بالبكاء، فاستغربت نوف منها، وسألتها:
-
حبيبتي شفيج عسى ماشر؟ لا يكون اللي ماتت اختج؟

     أومأت فاطمة بسبابتها نافية، وأجابت بعدما مسحت دموعها:
-
مو اختي .. بس هي اكثر من اخت، وفراقها مؤلم يا حضرة المحققة.

     أطرقت المحققة برأسها، وقالت مواسية:
-
إنا لله وإنا إليه راجعون. ما عليه حبيبتي .. كلنا ماشيين بهالطريج، ادعيلها. عمومًا ياليت تجاوبين عالجم سؤال عشان اخلص شغلي فديتج.

     أجابت فاطمة على جميع الأسئلة، وكان مثل الحال أيضًا، مع أمل وأحلام، اللتان بكيتا عند الاستجواب. ومع محاولات لتهدئتهما .. نجحت المحققة، ثم استئنفت التحقيق.

   بعدما انتهت نوف من التحقيق مع الجميع ... اتصل الفتيات بأهاليهن. أمّا حور المسكينة، فقد اتصلت على أخيها كثيرًا، لكنّه لم يجبها! فتوجّست من هذا الأمر، وتساءلت في نفسها:
-
شفيه ما يردّ؟

لاحظت معالي وجه حور القلق، فسألتها:
-
حبيبتي شفيج؟

ردت صديقتها بنبرة خائفة:
-
اخوي مشعل مو قاعد يرد!! مادري شسالفته؟ خايفه صاير فيه شي!
-
يمكن نايم !!! او يمكن مشغول! لا تحاتين يا قلبي.
-
شلون ما احاتي! شوفي الساعه جم الحين؟

    نظرت معالي الى الساعة، واجابت:
-
اوف! الساعه 11!! قسما ما حسيت ابدًا! أمبيه الوقت مشى بسرعه، واحنا بالتحقيق.
-
بتصل فيه بعد .. يمكن يرد !

     اتصلت أكثر من خمس مرات لكنّه لم يردّ عليها، فازداد خوفها، وقالت:
-
معالي حبيبتي ... بيجيج السايق؟
- اي، ياي بالطريج، ومعاه ليلى.
-
غريبة ليلى مو جايه بحصانها الأبيض؟!
- هي كانت بتييني بحصانها بس رفضْت .. وقلت تيي مع السايق! مالي خلق بعد لتعليقات الناس علي .. وانا راكبة حصانها.

ضحكت حور:
-
خلاص عيل برد معاكم ... يمكن يكون مشعل نايم ! أدري فيه .. يسويها.

    وصلت ليلى بعد لحظات، فنزلت من سيارتها، ودخلت المخفر، فرأت اختها معالي جالسة تنتظرها. فوقفت معالي حينما رأتها لكنّ ليلى بدا عليها الغضب، فقامت بصفع أختها على وجهها، فدهش الجميع من فعلتها.


   قالت معالي مشدوهة:
- ليش؟ ليش تطقيني؟ شسويت؟
- جبي ولا كلمة! يلا انقلعي جدامي للسيارة.

تدخلت حور:
-
ليلى الله يهديج .. ترى اختج ما سوت شي غلط !

التفت ليلى ناحية حور، ونهرتها قائله:
-
انتي شكو؟ هي اختي وانا كيفي حره باللي اسويه! لا تدخلين رجاءً !

    ثم قالت لاختها:
-
يلا انتي اذلفي للسيارة. 

قالت معالي:
-
ابوي ليش ما يا بدالج؟
- ابوي في بيت عمي، وامي نايمة! وطلال هايت مع ربعه .. ارتحتي؟ يلا جدامي.

     نظرت معالي إلى حور وفي عينها دمعة، فقالت لها:
-
اشوفج على خير حبيبتي، إن شاءالله نلتقي باجر بالمدرسة.

قالت حور:
-
لحظة .. وانا شسوي؟ برجع معاكم !

ردت ليلى:
-
واهلج وين؟
-اخوي مشعل ما يرد علي! الظاهر نايم.

ردت ليلى بنفسية:
-
زين زين .. امشي !

حدثت حور نفسها:
-
والله لو اني اعرف وحده من هالبنات .. جان ما قلت اني اروح معاج يا نفسية.

   حينما وصلت حور للمنزل .. تفاجأت بعدم وجود سيارة مشعل، فهمهمت:
-
وينه ! وليش ما يرد؟

    فتحت باب المنزل، ودخلت .. فنادت على الخادمة لكنْ لا مجيب! فلما وصلت إلى غرفتها .. وجدت ورقة معلقة على النافذة، فالتقطتها، وفتحتها، وقرأتها، فكانت رسالة مكتوبة بخط اليد بالإنجليزية من الخادمة تودّعها للأبد !وتشكرها على كل شيء، وتخبرها بانها لن تجد أحدًا تحبه بحجم حبها لها. فبكت حور، وقالت:
-
ليش يا أماجي!! ليش تركتي البيت! يعني عقب ما حبيتج .. تتركينا!!!؟ الله يسامحج !

       دخلت غرفتها، وألقت بنفسها على السرير تبكي تارة، وتفكر باخيها تارة اخرى! لم تستطع مقاومة النوم! كان النعاس قد تمكن منها ... فنامت.

     حينذاك كان مشعل قد استفاق، فنظر إلى اليمن، فوجد نبراس يقوم باختراع شيء ما! ثم التفت إلى اليسار، فوجد عبدالرحمن يحادث سعود. ففتح عيناه بدهشة، وتمتم:
-
اووووه سعووود ! واااااااااااااااااااااااااااااااو

      اعتدل مشعل بجلسته، فالتفت إليه سعود وعبدالرحمن بسرعة، أما نبراس فكان مازال منهمكًا باختراعه ! 

     قال سعود بوجه مبتسم:
-
شعووووولي حبيبي حمدلله على سلامتك. شوف شيبت لك. 

   رد مشعل:
-
حبيبي انت .. ياخي والله لك وحشة. 

   علق سعود خائفًا:
-
لا مشعل .. تكفى اخاف من الوحوش.

    نظر عبدالرحمن إليه باستغراب:
-
يا ولد! يقولك وحشه .. يعني انك وحشته .. يعني مشتاق لك.


قال مشعل:
-
ما عليه عبدالرحمن .. حبيبنا كله عايش بأوروبا .. فقليل يتحجى عربي. المهم سعود حبيبي .. شلون قصركم بسويسرا؟

       رد بحماس شديد، وهو يصف قصره بطريقته:
-
اينن اينن اينن ... وايد كبير، وصبغناه زهري. كيووووت سو متش.

     قال عبدالرحمن لنبراس:
-
نيبو يا بعدي .. ترى مشعل صحى .. تعال سلم عليه.

    لوّح نبراس بيده، وأجاب:
-
اوك زين! خل اخلص من اختراعي بالاول! 

      قال مشعل:
-
عبدالرحمن .. هذا لو تصير حرب .. ماراح يترك اختراعاته.
-
عزالله انك صاج يا مشيعل.

    قال مشعل متسائلا:
-
وين بكر؟ ما شفتوه؟

اجابه عبدالرحمن بضيق:
-
هالولد مفشلنا! من اليوم يفرفر بأجنحة المستشفى .. يلاحق البنات !
-
استغفر الله العظيم! الناس جايه تزور مرضى .. وهذا يلاحق بناتهم! ما يتوب هالولد.

   قال سعود:
-
شعولي قلبي ... آنا بمشي ذس تايم حق سويسرا أوك. انا ييت الكويت عشان اسلم عليك.
-
بس بعد قلبي ... ابيك بموضوع !
-
شنو هو؟

نظر مشعل الى عبدالرحمن وقال:
-
بعد قلبي انت، حبيبي ... ممكن تطلع برى شوي؟

    رد مسغربا:
-
اطلع؟ شدعوه مشعل .. طرده ؟
- لا بس ابيه بسالفة والله !
-
انزين وشمعنى نبراس قاعد؟
- بالله عليك عبدالرحمن .. انت بنت؟ تغار من نبراس؟ ياخي نيبو هم وياي بالموضوع.

    قاطعهما سعود منزعجًا:
-
يووه .. خلاص الله يخليكم .. ترى نجرتكم تخليني اتضايق.

     رد عبدالرحمن:
-
زين يا حبيب ماما.

    غادر عبدالرحمن، وبقي الثلاثة. بدأ مشعل كلامه قائلا:
-
سعود حبيبي ... انا ونبراس نبي نسافر للبوسنة ... تسافر ويانا؟
- متى؟
- بعد شهر .. لما اخذ إجازتي الدّورية.
-
اوك مو مشكلة .. وآنا هم بروح سويسرا، ثم بروح امريكا عشان بشوف شصار على شركة بابا، ثم بروح اليابان بجيك على جم فرع لشركتنا، وهم بزور عاصمتها، طوكيو عند رفيجي الياباني ياماسوكومياهاهاشي تويوتا، امبيه اسمه طويل ههه.

    ارتسمت علامات استفهام فوق رأس مشعل، وقال في نفسه:
-
وللكككك ماخذ راحته هالولد! سفرات على كيفه، والله مدلّع! إحنا حدنا الأحمدي.

    ثم قال لصديقه :
-
خلاص سعود حبيبي .. وإذا حاب تاخذني معاك لهالدول ... تراني فاضي.
-
بس وشغلك؟ يعطونك إجازة؟
-ما عليك .. ربك بيساعدني ويدبّر أمري.

       قاطعتهما نبراس يصيح قائلًا:
-
وااااااااااااااااااااااااه واخيرًا انتهيت من اختراعي. اوه مشعل .. حمدلله على سلامتك.
-
تو الناس بعد قلبي. انا بطلع من المستشفى، وانت توك تتحمدلي على السلامة! ما عليه .. الله يسلمك.
-
اسمحلي حبيبي ... كنت اصنع اختراعي الجديد، وما كنت منتبه لك.
-
شنو اختراعك؟
- اخترعت آلة ( كي نت) صغيرة.. عشان ان توهقنا بالسفرة، وخلصت فلوسنا، فراح نسحب من هذي.. شوف.

عرض نيبو الآلة عليهما. فعلّق مشعل ممازحًا:
-
ضامن السفرة شكلك.

ضحك نبراس قائلا:
-
ياخوك سعود حبيبنا ما يردنا .. وكنت واثق من هالشي .. عشان جذي اخترعت هالجهاز.

   شعر سعود بالحرج، وقال:
-
احبك نيبوووو مشكور وايد. يالله بقوم .. بروح سويسرا، وانت شعول خلك بشغلك، وبعد شهر ارجع الكويت، ونسافر. اوك؟
- ولا يهمك حبيبي .. درب السلامة.

    عندما خرج الفتى الثّري، ضحك الاثنان. فقال مشعل:-

 - ياخي قلبه طيب! وبسرعه ينلف راسه.

-          مشعل انت شيطان، تعرف شلون تجيب اللي براسك.

   دخل عبدالرحمن، وقال لهما:
-
ها ادخل؟

رد نبراس ضاحكًا:
-
انت دخلت وخلصت. وهم تستئذن تدخل ولا لا!!
- ياخوي مادري .. لا تنسى اني البس نظارات.

     قال مشعل:
-
المهم يا جماعة ... أحد منكم يجي الصبح مبجر و ...........

تذكر مشعل اخته في المدينة، فقال :
-
أأووووه حور!!!!! خل اتصل عليها.

    اتصل بها .. ولم ترد. وبعد أكثر من اتصال .. فتحت عينيها، وقالت:
-
منو هذا اللي يتصل بهالحزه !

نظرت الى شاشة الهاتف، فوجدته رقم اخيها، فردت عليه بسرعة، وقالت:
-
انت ويييييييييييييينك؟؟ من الصببببببح اتصل فيك وما ترررررد؟
-  يووه يا حور ... صارت سالفة بعدين اقولها لج .. المهم انتي وينج؟
- انا بالبيت .. جيت مع معالي .. وترى هم بقولك سالفة لما تجي !

     تنفس مشعل الصعدء، وقال:
-
الحمدلله ! بإذن الله، انزين .. شوفي خلي الخدامه ....

    قاطعته حور:
-
للاسف يا مشعل انها نحاشت من البيت. تركت رسالة على دريشة غرفتي تودعني، وللاسف ما ذكرت اي سبب.

     صعق مشعل ورد:
-
انتي من صجج؟ استغفر الله العظيم. بس هم احسن والله ارتحت منها، يعني اقدر اسوي اللي براسي بالبيت .. ومحد يوقف بوجهي.

ضحكت حور، وقالت:
-
وينك؟
-
عند نبراس .. احتمال اتاخر شوي، وانتي نامي وراج مدرسة. مع السلامه.


أغلق الخط قبل أنْ تطرح عليه سؤالًا آخر!


     في تلك اللحظة، كان ثمّة شاب، يضع أذنه على باب غرفة مشعل، يحاول استراق السّمع حول ما يقوله هو وأصدقاءه. وحين شعر بأنّ صديقاه يهمّان بالمغادرةِ، غادر المكان سريعًا.


***

    وفي صباح اليوم التّالي .. استيقظت حور، فبحثت عن اخيها لكنها لم تجده، فاتصلت بمعالي تطلب منها ان تاخذها معها إلى المدرسة. فسألتها صديقتها:
-
مشعل وين؟
-
مادري صراحة. أمس بوقت متأخر اتصل علي .. وقال انه عند نبراس، وللحينه ما رجع !
-
ما عليه شوي .. وامرج يا قلبي.

بعد ربع ساعة .. سمعت حور صوت بوق السيارة خارجًا، فقالت:
-
افف بهالسرعه جو! شكلي ماراح اتريق، بلبس عالسريع.

   ارتدت على وجه السرعة، وخرجت لتركب السيارة.

        وفي الطريق .. قصّت معالي ما حصل لها حينما رجعت إلى المنزل من ضرب ليلى ورفعه لها. ولم تستطع إخبار أبيها بما فعلته اختيها كيْ لا ينتقمان منها لاحقًا.

    وحين وصلتا الى المدرسة، سألت حور صديقتها:
-
إلا صج .. شنو اول حصه؟
- لحظه خل اشوف الجدول.

اخرجت الجدول من حقيبتها، وقالت بامتعاض شديد:
-
افففف عربي ! أبلة حوراء.

قالت حور بانزعاج:
-
يع يع يع ... الحين تقعد تهددنا بسلاحها، أبله غريبه، كل يوم جايبه معاها سلاح! عبالها جايه تحارب ولا تجاهد. كش !
-
فاهمة التدريس غلط بغلللللللط ام كشّة هذي.

       نزلتا من السيارة، ولما دخلتا كان في انتظارهما فاطمه وبسمة وأسماء، فرحبن بهما، فقالت معالي:
-
اليوم بحصة الابلة مزنه .. راح اقولكم شصار امس .. وربي صار فيلم اكشن.

قالت حور مداعبة:
-
 تسولفين بحصتها؟؟؟ شكلج ما تبتي يا معالي.

ضحكت معالي، وقالت:
-
امس ياني احساس غريب! إحساس ندم عجيب بس الحين .. انا ما احس بهالشي! احس ان الاحساس اللي حسيته ولا جنه حسيت فيه! ههه مادري شلون اشرح! بس اتمنى فهمتوني.

قالت بسمة بحماس:
-
ما علينا من اللي حصل .. المهم اني متشوقه حق الوناسه واللعب.

    أيدتها فاطمه:
-
اي عزالله يا بسّوم. عاد يا معالي لو انج امس راده علينا بالواتس اب،  ومخططين على فكرة جديده احسن من التخطيط السريع! نبي نجدد مشاكلنا، بس شكلنا بنسوي الحركات القديمات مع مزنه.

قالت أسماء:
-
انا اشتريت خمس علوج .. لزوم الشغل اليوم.

    ابتسمت معالي بمكر، وقالت :
-
كفو يالرفيجات .. كفو يالعصابه.

      حينها دخلت أستاذة جديدة .. تتبختر بمشيتها، وتمضغ علكًا برائحة الفراولة، وترتدي نظارة حمراء، وشعرها الأشقر يصل إلى نصف ظهرها. فعلقت حور:
-
هذي عبالها داخله الافنيوز بهاللبس؟ الحمدلله والشكر.

    همست فاطمه:
-
سمعت ان هالأبلة جديدة، يوم الأحد، هو أول يوم لها .. اسمها ملاك، تدرس اجتماعيات.

       قالت معالي وهي تحد النظر ناحية الاستاذه الجديده:
-
لا مستحيل هذي أبلة!!!! وإذا كانت فعلا أبله .. وين الناظرة عنها؟ ولا بس تطلع حرّتها فينا !!

قالت بسمة :
-
شرايكم نجي باجر بنفس لبسها، واذا عصبت الناظره .. نقولها ان الابلة ملاك تلبس جذي؟!؟

      أيدتها العصابة. وقالت معالي:
-
خوش فكرة. واحنا اصلا نيي المدرسة عشان نلعب ، فخل نخربها مره وحده.

      بعد ذلك ترددت حور قائلة:
-
انا يمكن ماراح البس جذي ... لان مشعل بيعصب، ومالي خلق له.

ردّت عليها معالي:
-
شدعوه عاد أهلي يرضون! البس عباية فوق لبسي، ولما ايي المدرسة احذفها، وينتهي كل شي، واذا عطوني استدعاء ولي امر .. احرقه، وخل يسوون اللي يسوونه! يعني عبالج بننجح؟ الدنيا خاربه خاربه يا حور.


هناك تعليقان (2):

  1. جميل طرحكك لروايتكك وجميلٌ هو ابداعكك

    ردحذف
    الردود
    1. أسعدني هذا التواصل ... عساني ما انحرم منه ^^

      حذف

( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )