السبت، مارس 14، 2015

(( .. لغز الرّؤوس الثّلاثة .. ))


الفصل الثّالث



صعدت الفتاتان أعلى السطح، فقالت ريينا لصاحبتها:
- انظري، اشتريت هذا المنظار لأرصد تحرّكات أهل ذلك القصر، وسنخطط معًا لدخوله بأيّة طريقة.

أشادت فاطمة بخطّتها، وقالت لها:
- يعجبني تفكيرك يا صديقتي، يبدو أنّ ساكني هذا القصر لديهم البليارات، وربما أكثر.
- أجل صحيح، لأجل هذا، يجب أن نستغلهم، ونعيش معهم، ونسرقهم، ثم نشتري قصرًا بعيدًا من هنا.

ردّت صديقتها بحماس:
- رائع، وسنشتري المزيد من الخيل. يااااه سنصبح أثرياء.

بقيت الفتاتان هناك تراقبان وتخطّطان لمدة شهر، لكنهما وجدتا بأنّ ما جاء في بالهما لن يجدي نفعًا. وذات يومٍ، قرأتا إعلانًا يقول بأنّ الشّاب الثّري يريد خدمًا. فنظرت ريينا نحو صديقتها، وقالت لها بملامح كيدية:
-         ما رأيك؟

ابتسمت فاطمة، وأيّدت فكرتها قائلة:
-         فكرة رائعة، سنبدأ من هنا.

ذهبتا إلى القصر بثيابٍ رثّة طويلة وصفراء، وممزّقة من أماكن متفرّقة، ومرقّعٌة بخرقٍ من لونٍ آخر. حين وصلتا القصر، ادّعتا المسكنة، وقالتا بأنّهما تريدان العمل لدى الشّاب الثّري. فقال لهما حارس البوّابة، وهو يشير ناحية غرفة تقع مقابل الحديقة:
-         في تلك الغرفة يوجد رجل يدعى غسّان، اذهبا إليه، واملآ ورقة البيانات لديه.

 امتعض وجه ريينا حين سمعت بإسم الحارس الشخصي، ثم ذهبتا إلى غرفته. وفي طريقهما، قالت فاطمة لصاحبتها:
-         أليس غسّان هو الحارس الذي حدّثيني عنه؟
-         أجل هو، لا أريد أن يراني، ولا أريد رؤيته. لكن يؤسفني أنّني مُجبرة.

وجدتا أمام غرفته المزيد من النّسوة اللائي يردن العمل، فانتظرت الفتاتان دورهما على المقاعد. ثم دخلتا عليه، ولما جلست ريينا لتمليء بياناتها، كان غسّان يتدقّق النّظر في وجهها، ثم سألها:
-         ألم نلتقي من قبل؟

ردت عليه ريينا بإيماءة نافية خفيفة، دون أنْ ترفع عينيها عن الورقة:
-         لا، هذه أوّل مرّة أراك فيها.

تساءل الحارس في نفسه:
-         أقسم بأنّني رأيتها لكنّني نسيتُ أين! على كل حال، رُبما كان لقاؤنا عاديًّا.

انتهت ريينا، ثم جاء دور صديقتها، وبعدما انتهيتا، أخبرهما غسّان بأنْ يأتيا غدًا لقراءة الأسماء التي تم اختيارها على ورقة أمام القصر.
سألته فاطمة:
-         وهل الاختيار سيكون عشوائيًّا.

أجابها بالنّفي:
-         لا، بل سيرى سيدي الشّاب من يكنّ الأصلح لخدمته حسب ما يتوفّر لديه من معلومات عنكن في هذه الأوراق.

وأشار إلى كومة الأوراق على جانب الطّاولة. ثم استئذنته الشّابّتان، وعادتا إلى المنزل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )